تعتبر أمراض الجهاز الهضمي من أكثر الأمراض انتشارا في صفوف الفتيات والنساء، خاصة في صفوف العاملات والموظفات اللواتي يفرض عليهن إيقاع العمل السريع نوعية معينة من التغذية، والوجبات السريعة والمليئة بالدهون والسكريات. «المساء» حملت مجموعة من الأسئلة التي تطرحها جل النساء حول مشاكل الجهاز الهضمي والأمراض المتعلقة به، وطرحتها على الدكتور سعد بنمنصور، أخصائي الجهاز الهضمي والمسالك البولية. - ماذا نعني باضطرابات الجهاز الهضمي وما هي أسبابها المباشرة؟ < قبل الحديث عن اضطرابات الجهاز الهضمي، لا بد من التذكير بالدور الأساسي لهذا الجهاز داخل جسم الإنسان، فهو يبدأ بالفم ويتبعه البلعوم الذي يصل طوله إلى 40 سنتمتراً تقريبا، ويقف في أسفل الصدر، وبعده تأتي المعدة، والمعي الدقيق، ثم المعي الغليظ الذي يشكل إطارا في البطن، يقع يمينا ثم يسارا ثم أفقيا تحت الصدر، وأخيرا المخرج، ويضاف إلى كل هذا الكبد الموجود يمينا تحت الصدر وتحته المرارة، ويسارا الطحال، وفي الوسط البنكرياس. - لماذا هذا التدقيق في التذكير الآناطومي؟ < هذا التذكير مهم لتقسيم مكونات الجهاز الهضمي إلى قسمين: أولا، هناك مكونات مملوءة كالكبد والمرارة والطحان والبنكرياس، وهي التي نراها في الصور بالأشعة «الايكوغرافيا»، وهناك، ثانيا، المكونات الفارغة كالبلعوم والمعدة والمعي الرقيق والغليظ وكذا المخرج، والتي لا يمكن تشخيص كل أمراضها بالإيكوغرافيا، ولكن بالمنظار الداخلي. وأضيف أن الجهاز الهضمي مكون كذلك من خلايا عصبية كثيرة، ويضخ فيه الدم المليء بالأوكسجين، وكذا بأكسيد الكاربون الضروريين للدورة الدموية وكذا الدورة الغذائية. - ما هي اضطرابات الجهاز الهضمي؟ < هناك أمراض تخص الجهاز الهضمي لوحده، تتقسم أعراضها إلى علامات (سمبتوم) أو مجموع علامات (ساندروم)، فالقيء، مثلا، يعتبر علامة، وكذلك آلام البطن، ثم الإسهال فالقبض ثم تقيؤ الدم، وخروج الدم من المخرج وغيرها من العلامات، وكل هذا يمكن أن تصاحبه علامات عامة كارتفاع الحرارة أو ضعف الوزن، وعدم استقرار الضغط الدموي وغير ذلك. ودور الطبيب هنا يتجلى في استفسار المريض عن ماضيه الصحي، ثم جمع العلامات وتركيبها في مجموع علامات وربطها بالجهاز الهضمي، أو ربطها بمرض عضوي آخر إضافة إلى الجهاز الهضمي، ومطالبته بإجراء صور بالأشعة، وهو ما يمكنه في الأخير من وضع التشخيص الدقيق للمرض. - هل لكم أن تبسطوا لنا أكثر هذه المراحل؟ < سأضرب مثالا على ذلك. إن آلام الزائدة تتشكل من ارتفاع بسيط للحرارة وآلام حادة في الجانب الأيمن أسفل البطن، وعند وضع اليد على هذا المكان يصيح المصاب من فرط الألم. في هذه الحالة، فإن صور الأشعة «الإيكوغرافيا» توجه التشخيص ليكون العلاج جراحيا محضا، وفي حالة عدم التشخيص قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة، منها ثقب الزائدة وحدوث فيضان في البطن قد يودي بحياة المريض. - ما هي أهمية التغذية ودورها في سلامة الجهاز الهضمي؟ < الجهاز الهضمي هو أساس ضخ الطاقة في الجسم، فالمعدة تطحن الأكل، والمعي الدقيق يزود الدم بالطاقة ويساهم في بداية تصفية الجسم من الفضلات، والمعي الغليظ يكمل كل هذا. إذن، فهذا الجهاز أساسي لتحويل التغذية إلى طاقة. واضطرابات التغذية كلها تؤثر على الجهاز الهضمي وعلى كل أعضاء الجسم. وبهذا الخصوص، يمكن اعتبار التوازن بين السكريات والدهنيات والبروتينات والأملاح المعدنية وكذا الفيتامينات أساس التوازن الغذائي، وكل إفراط في تناول أحد هذه العناصر يؤدي إلى السمنة، وكل إهمال لها يؤدي إلى الهزال. إن التوازن في الأكل على مستوى المكونات الطاقية يكمن في توازن طريقة تناول الأكل واحترام مبدأ « ثلث المعدة للأكل، ثلثها للماء، وثلثها للهواء» وهذا كاف ليقينا شر الإصابة بعدد من الأمراض. - كيف تؤثر أمراض الجهاز الهضمي على المرأة الحامل؟ < الحمل يعني تغذية شخصين: الأم والجنين، وعليه فإن عدم التوازن في التغذية يؤدي حتما إلى اضطرابات قد تكون مميتة للاثنين. وهنا أقف أساسا عند أمراض بوصفير التي ترتبط بدم الأم، وحصاة المرارة وإصابة الجهاز الهضمي بمرض السل، وكل هذا يمكن أن يشكل خطورة على حياة المرأة والجنين، وبالتالي الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، وخصوصا الكبد ومسالكه البولية التي يكون لها تأثير مباشر على الحمل. أضف إلى ذلك الإصابة بالسمنة والهزال. - هل للحمية علاقة باضطرابات الجهاز الهضمي؟ < هذا موضوع متشعب، والمهم فيه هو التالي: شرب الماء بكثرة وكذا السوائل، تناول الخبز بالنخالة، وتقسيم الوجبات إلى أربع أو خمس بدل الوجبات الثلاث التقليدية، ومحاولة التوازن في أخذ السكريات والدهون والبروتينات. وفي الحالات المرضية يجب استشارة الطبيب لأن الحمية في أمراض الجهاز الهضمي مهمة، كما هو الشأن بالنسبة إلى عدة أمراض أخرى.