أوصى خبراء التغذية والحمية الصحية، الذين شاركوا في أشغال المؤتمر الثالث حول التغذية والممارسات الغذائية الخاطئة، الذي نظمته مؤسسة "بيل"، أخيرا في الدارالبيضاء، تحت موضوع "التوازن الغذائي مسألة صحية"، بتأسيس شبكة مكونة من عدد من الأطباء المغاربة والأجانبالتغذية السليمة حماية وقائية لتفادي الإصابة بأمراض خطيرة وستتكلف بتأسيس موقع على الشبكة الإلكترونية، للتحسيس بالمخاطر الصحية للسلوكات الغذائية الخاطئة وتصحيح العادات السيئة. أوضح البروفيسور جعفر هيكل، أخصائي مغربي في علم الأوبئة ومستشار في التغذية لدى منظمة الصحة العالمية، ل"المغربية"، أن أعضاء الشبكة، التي ستضم أطباء مغاربة وأجانب من مختلف التخصصات الطبية، سيحرصون على توجيه نصائح ومعلومات طبية بشكل يومي، ومجاني، سيشرع في العمل بها مع حلول الأسبوع الأول من السنة المقبلة. وذكر أن لغة التواصل مع عموم السكان والأطباء، سيكون باللغتين العربية والفرنسية، للتحسيس بمخاطر استمرار عدد من الأمراض الصحية المزمنة والخطيرة في المغرب، مبينا أن النشرات الصحية، سيبعث بها أيضا إلى عدد من الأطباء لينخرطوا في عملية تحسين العادات الغذائية الخاطئة. وتحدث جعفر هيكل عن إجماع 300 مهني في مجال الصحة، من الذين شاركوا في المؤتمر الثالث ل"بيل"، على أن الإصابات المرضية بداء القلب والشرايين والسكري وعدد من الأمراض السرطانية، سببها نوعية وكميات الأغذية التي يتناولها الأشخاص. أكل اللحوم وأبرز أن 30 في المائة من الأمراض السرطانية، تعود إلى السلوكات الغذائية الخاطئة، إلى جانب التدخين وشرب المواد الكحولية مع إهمال الممارسة الرياضية، مؤكدا على أن 67 في المائة من الأمراض المزمنة سببها التغذية غير السليمة. وانصبت تدخلات المشاركين، في اللقاء الذي ينظم للمرة الثالثة في المغرب العربي، على تحسيس مهنيي الصحة وصناع القرار بالعلاقة التي تربط ما بين التغذية، والسلوك الغذائي ومخاطره على الصحة، إذ ركزت العروض على موضوع استعمال التغذية السليمة والمتوازنة، ودورها في الوقاية من الأمراض، في ظل ظروف عالمية أصبح معها من الصعب على المستهلك إيجاد معايير مضبوطة لتغذيته. جدير بالذكر أن المؤتمر، اختتم بتوزيع شهادات التغذية والممارسات الصحية السليمة على المشاركين، علما أن اللقاء نشطه خبراء دوليون ومغاربة مختصون في مجال الصحة والتغذية، من بينهم البروفيسور، باتريك سيروك، طبيب مختص في الحمية ومستشار في التغذية ومؤلف العديد من الكتب، والبروفيسور جعفر هيكل، طبيب مختص في الأوبئة ومستشار دولي لدى المنظمة العالمية للصحة في مجال السلامة الصحية، وهو يعد من بين المتدخلين لوزارة الصحة. يشار إلى أن اليوم الأول من أشغال اللقاء العلمي الثالث حول الصحة والعادات الغذائية، كشف عن أن 97 في المائة من المغاربة، لا يتناولون الأسماك بالكميات المطلوبة، إذ لا يتجاوز عدد المواطنين، الذين يستهلكون هذا النوع من اللحوم البيضاء، لثلاث مرات في اليوم، 3 في المائة من المغاربة، وذلك في مقابل استهلاكهم العشوائي أو المفرط للحوم الحمراء، في الوقت الذي تصل فيه نسبة استهلاكهم للحوم الدواجن 11 في المائة، لفترة تفوق ثلاث مرات في الأسبوع. وأبرزت أشغال اللقاء العلمي أن 40 في المائة من المغاربة، لا يستهلكون الكميات الكافية من الخضر، في مقابل توسع ثقافة استهلاك المنتوجات الغذائية المصنعة بين المغاربة إلى 80 في المائة، في حين تنتشر السمنة بين المغاربة ما بين 13.5 إلى 30 في المائة. التغذية السليمة ويندرج اللقاء المذكور في إطار البحث عن سبل تعميق أواصر التواصل مع المستهلكين لتصحيح عاداتهم الغذائية، لتفادي الإصابة بأمراض العصر، مثل مرض القلب وتصلب الشرايين وداء السكري والسمنة، إذ أكد البروفيسور جعفر هيكل، أخصائي في التغذية، ومستشار لدى منظمة الصحة العالمية، في مداخلته، أن التقيد بالتغذية السليمة يحمي المستهلكين من الإصابة بداء السرطان بنسبة 30 في المائة، كما يخفض من احتمالات الإصابة بداء السكري إلى 60 في المائة، ويقي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 80 في المائة، وبخلاف ذلك، ترتفع نسبة احتمالات الإصابة بداء السكري إلى 90 في المائة، مبينا أن التغذية السليمة تحمي من داء الزهايمر ومن الإصابة بعدد من أنواع السرطانات المميتة. وأكد أطباء مغاربة أن 80 في المائة من المغاربة لا يمارسون أي نشاط بدني، ما جعل ثلث المغاربة يعانون من وزن زائد، إلى جانب جنوحهم لسلوكات غذائية غير صحية من شأنها الإضرار بصحتهم العامة والتعجيل بدخولهم إلى خانة المرضى بالأمراض المزمنة والخطيرة، علما أن الإصابة بداء السكري تنتشر بنسبة 6.6 في المائة وسط المغاربة.