لم تسلم البحار بدورها من حوادث تخلف خسائر مادية وبشرية مهمة، شأنها في ذلك شأن حرب الطرق، التي تخلف يوميا مآس خطيرة.تهالك الآلات من أبرز الأسباب المؤدية إلى الحوادث البحري (أيس بريس) وذكرت إحصائيات لقطاع الصيد البحري أن المياه المغربية، شهدت خلال 6 أشهر الأولى من سنة 2009 (ما بين فاتح يناير و30 يونيو)، 267 حادثا بحريا، همت 248 وحدة صيد، بنسبة 93 في المائة، و17 مركبا ترفيهيا، بنسبة 6 في المائة، وسفينتين تجاريتين، بنسبة 1 في المائة. وخلفت هذه الحوادث البحرية فقدان 25 صيادا يعملون في قطاع الصيد البحري، منهم 19 من الصيادين التقليديين (76 في المائة)، و5 من الصيادين بالسواحل (20 في المائة)، إضافة إلى بحار تجاري. وأوضحت الإحصائيات ذاتها أن عمليات الإنقاذ، التي جندت لها الوسائل البحرية الخاصة بقطاع الصيد البحري والبحرية الملكية والوقاية المدنية، وكذا الوسائل الجوية التابعة للدرك الملكي والقوات الجوية الملكية، شملت 353 شخصا، منهم 349 بحارا، أي بنسبة 99 في المائة، وكذا 4 مراكب ترفيهية. وبحسب الإحصائيات نفسها، التي وردت في تقرير قطاع الصيد البحري، حصلت "المغربية" على نسخة منه، فإنه جرى خلال المدة المذكورة أعلاه، تقديم المساعدة ل 780 شخصا، منهم 749 بحارا، بما يمثل نسبة 96 في المائة من مجموع الأشخاص الذين شملتهم هذه العملية، في حين قدمت باقي عمليات المساعدة وعددها 34، إلى الأشخاص الذين كانوا على متن مراكب ترفيهية. وعزا قطاع الصيد البحري في تقريره أسباب هذه الحوداث إلى تهالك الآلات، والغرق، والتحطم، ومجرى الماء، وغرق البحارة، والحرائق وغيرها. وقال محمد غرباوي، مدير التكوين البحري والترقية الاجتماعية والمهنية بقطاع الصيد البحري، التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، إنه جرى تسجيل تراجع في عدد الحوادث والضحايا بصفة عامة سنة بعد سنة بفضل نجاعة التدخلات، وتجاوب البحارة مع الحملات التحسيسية والدورات التكوينية، مشيرا إلى أن قطاع الصيد يركز حاليا جهوده بالأساس على محاولة إيجاد حلول للتقليص من عدد حالات البحارة المفقودين. وأوضح غرباوي، في تصريح ل "المغربية"، أن معدل المفقودين في البحر سنويا يمثل على الصعيد العالمي 80 مفقودا وسط 100 ألف بحار، في حين نسجل في المغرب معدل حوالي 35 مفقودا سنويا وسط 106 آلاف بحار، وهو ما يبين نجاعة البرامج التواصلية والتكوينية والحملات التحسيسية التي يقوم بها قطاع الصيد البحري في هذا الشأن. وأفاد محمد غرباوي أن قطاع الصيد يجند وحدات خاصة لتكوين الصيادة، تقوم بزيارات ميدانية لهم في الموانئ التي يوجدون بها، إضافة إلى توفير تجهيزات لوجيستيكية مهمة لضمان تدخل سريع وناجع، بمجرد تلقي بلاغ بوقوع حادث.