أفادت مصادر متطابقة أن البلجيكي من أصل مغربي، محمد جهري، الذي أوقف أول أمس الخميس، من طرف الأمن بمدينة بركان، إثر صدور مذكرة بحث دولية لإيقافه، عقب هروبه من السجن المحلي بمدينة بروج البلجيكية، باستعمال طائرة مروحية، رفقة اثنين آخرين، دخل إلى المغرب، يوم 4 غشت الجاري، عبر ميناء الناظور. وكشفت المصادر ل "المغربية" أن جهري (المزداد سنة 1985) دخل، رفقة الهارب الثاني من السجن نفسه، أشرف السكاكي، بجوازي سفر مزورين، قبل أن يتوجها إلى بركان، حيث أقاما هناك في فندق مدة 24 ساعة، مشيرة إلى أن السكاكي "ولج التراب المغربي قادما من إسبانيا على متن سيارة وباستعمال جواز سفر مزور تحت اسم آلان بلازير". وأوضحت أن الأجهزة الأمنية تكثف تحرياتها لإيقاف أشرف، البالغ من العمر 26 عاما، الذي يعتقد أنه يختبئ في إحدى ضواحي بركان، بعد أن هرب من رجال الأمن تاركا السيارة التي كان على متنها بالمدينة المذكورة. وذكرت أن جهري، الذي يعد أحد المطلوبين الدوليين الثلاثة من طرف الشرطة القضائية الدولية "الإنتربول"، بناء على مذكرة بحث صادرة من سلطات بروكسيل، يوجد حاليا تحت الحراسة النظرية، في انتظار انتهاء التحقيق معه، بعد إطلاع النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمدينة وجدة على ملابسات النازلة. وتتمثل الأفعال الإجرامية، التي اعتقل على إثرها محمد ببلجيكا، في إقدامه، رفقة مجموعة من الأشخاص، في سنة 2005، على السطو على مؤسستين بنكيتين، الأولى بضواحي العاصمة بروكسيل، والثانية بمدينة هوغستراتين، حيث تمكنوا من الاستيلاء على مبالغ مالية مهمة، قبل أن يجري إيقافهم جميعا من طرف مصالح الأمن، باستثناء جهري، الذي تمكن من الفرار لبعض الوقت، قبل أن يلقى عليه القبض هو الآخر، ويدان ب 11 سنة وتسعة أشهر سجنا نافذا. وكان محمد يعتزم زيارة عائلته في المغرب، وركب القطار نفسه الذي شوهد على متنه عبد الحق ملول الخياري (المزداد سنة 1967)، الذي أوقفته السلطات البلجيكية، نهاية الأسبوع الماضي، وهو أيضا من أبطال عملية الهروب الهوليودية من السجن ببروج. وأفادت مصادر متطابقة أن الفارين كانوا مختبئين، إلى غاية نهاية يوليوز، في فندق بأمستردام، ونفذوا أربع عمليات سطو متتالية استهدفت مصرفا، ومحطة للوقود، ومستودعين اثنين، منذ فرارهم. ويعد الهارب الثالث أشرف السكاكي، من أخطر المجرمين في بلجيكا، إذ يتوفر على أكثر من 16 سابقة بما فيها ارتكاب جرائم خطف. وبدأ السكاكي مشواره الإجرامي مبكرا، إذ حوكم محاكمة الراشدين وعمره لا يتجاوز 16 سنة نظرا لسوابقه الكثيرة والمتنوعة. وكانت مروحية حطت، قبل حوالي أسبوعين، في باحة السجن الواقع قرب مدينة بروج الواقعة شمال غربي البلاد، حيث صعد إليها السجناء الثلاثة لتحلق بهم في الجو. ومن ثمة اختطف الهاربون سيارة "مرسيدس" سوداء ومالكتها، ثم أطلقوا سراحها في ما بعد.