ألحق "الشغب الرياضي" خريبكة بقائمة المتضررين من هذه الآفة في الموسم الرياضي الحالي، إذ شهدت المدينة، أمس الأحد، عقب انتهاء مباراة سريع واد زم ضد الرجاء البيضاوي، برسم الجولة ال 24 من البطولة الاحترافية، بخسارة الأخضر بهدف دون مقابل، (شهدت) أحداثا مؤسفة نشرت الرعب وسط السكان وخلفت خسائر مادية جسيمة لحقت بممتلكات خاصة وعامة، والتي كادت فاتورتها أن تكون أثقل لولا تدخل القوات العمومية وسيطرتها على الوضع بعد تنفيذ حملة إيقافات أصيب خلالها عدد من عناصرها بجروح متفاوتة. وإلى حدود اليوم الاثنين، أسفرت العمليات الأمنية التي باشرتها مصالح الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بخريبكة عن إيقاف تسعة أشخاص بينهم قاصران (02)، أحدهم مبحوث عنه من أجل الاتجار في المخدرات، للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال الشغب المرتبط بالرياضة وحيازة أسلحة بيضاء، والسكر العلني البين، والرشق بالحجارة والعنف في حق موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم وإلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة. وقد تسبب المتورطون في هذه الأفعال الإجرامية في إصابة 27 شرطيا بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة، من بينهم شرطيان استلزمت وضعيتهما إحالتهما على المركب الجامعي ابن رشد والمركز الاستشفائي 20 غشت بمدينة الدارالبيضاء، بينما باقي المصابين تلقوا العلاجات الضرورية بالمستشفى الإقليمي بخريبكة بتنسيق مع طاقم طبي تابع للأمن الوطني يعكف حاليا على متابعة عمليات الاستشفاء الخاصة بالحالات المتبقية وتمكينها من المساعدات الطبية اللازمة. كما رصدت مصالح الأمن، أيضا، إلى غاية هذه المرحلة من البحث، إصابة سبعة عناصر من القوات المساعدة بجروح وكدمات ورضوض، كما جرى تسجيل تعييب وتكسير 23 مركبة تتنوع ما بين مركبات تابعة للشرطة وأخرى مملوكة للخواص كانت مستوقفة بالشارع . وذكر مصدر "الصحراء المغربية" أن المشتبه فيهم الرشداء أخضعوا لتدبير الحراسة النظرية فيما تم الاحتفاظ بالقاصرين تحت المراقبة الشرطية، رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، لتحديد مستوى ودرجة تورط كل واحد من الموقوفين في هذه الأفعال الإجرامية، فيما تتواصل حاليا مراجعة جميع كاميرات المراقبة لتحديد وتشخيص هوية كل من ثبت تورطه في اقتراف أعمال العنف والشغب التي أعقبت هذه المباراة. وعاشت المدينة، حسب ما وثقته فيديوهات جرى تداولها في وسائط ومواقع التواصل الاجتماعي، أجواء رعب حقيقية، إذ قام عدد من المحسوبين على أنصار الرجاء مدججين بعصي وسيوف والحجارة بتخريب سيارات والهجوم على فضاءات تجارية ومحلات سكنية، ملحقين بها من خلال هذه الأفعال الإجرامية خسائر فادحة. وقد امتدت أعمال التخريب إلى نقاط أبعد بكثير من محيط الملعب البلدي الذي استضاف المباراة، بتوسعها إلى أحياء بمداخل خريبكة وحتى خارجها، حيث أضرمت النار في محاصيل زراعية مع استعمال الأسلحة البيضاء في تمزيق واجهات مقاهي ومحلات تجارية، بالإضافة إلى تخريب عدد من إشارات المرور وإحراق عدد من الدراجات النارية. ولم يسلم من "غزوة الجماهير المسلحة حتى المؤسسات، فعدد من الصور التي تناقلها رواد التواصل الاجتماعي وثقت إلى اقتحام بعضها وسرقة محتوياتها، وهو ما حدث أيضا مع منازل أسر، ما بث رعبا كبيرا وسط الخريبكيين. وأمام هذه المشاهد المفزعة، سادت حالة من الاستياء وسط سكان المدينة، حيث ارتفعت أصوات مستنكرة لهذه الأحداث، فيما تصاعدت مطالب فاعلين في مجالات مختلفة بتنزيل عقوبات مشددة على المتورطين في ارتكاب مثل هذه الأفعال لوقف زحف هذه الآفة التي أضحت تفسد أغلب المنافسات الرياضية في المملكة. وهو ما تابعه المغاربة ساعات قبل ما عاشته خريبكة، حيث اندلعت في أكادير، السبت الماضي، أعمال شغب مماثلة، خلفت خسائر مادية فادحة بممتلكات وسيارات خاصة، وهو ما فجر موجة غضب واسعة وسط السوسيين، الذين طالبوا على إثر تلك مشاهد العنف الصادمة التي تناقلتها فيديوهات عبر وسائل الاتصال الاجتماعية، بإيجاد حلول ناجعة واعتماد إجراءات صارمة أكبر في ما يخص تنقلات الجماهير، وذلك لتجنب الأضرار التي تلحق بالمواطنين وممتلكاتهم بسبب "شغب الكرة".