تعرف الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد19 في المغرب، تأخر أزيد من مليوني شخص، تفوق أعمارهم 60 سنة، عن تلقي حقنتهم الثالثة المضادة للفيروس 19، رغم تقوية عملية التواصل حول أهمية الحقنة المعززة ضد كوفيد19، عبر مجموعة من المنصات الإعلامية والتواصلية. ويأتي ذلك وفقا لما تفيده معطيات سير عملية التلقيح، إذ بلغ عدد الملقحين بالحقنة الأولى أزيد من 24 مليونا و769 شخصا، وأزيد من 23 مليونا و231 ملقحا بالحقنة الثانية، وأزيد من 5 ملايين و972 بالحقنة الثالثة، في سياق وبائي دخل بموجبه المغرب إلى المنطقة الخضراء، بعد تسجيله تراجعا في عدد الإصابات المؤكدة والوفيات الناتجة عنه، إذ سجل 29 حالة إيجابية و4 وفيات، خلال 24 ساعة إلى غاية مساء الاثنين، 14 مارس الجاري. وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد19، في تصريح ل»الصحراء المغربية»، أن الأشخاص البالغين أزيد من 60 سنة والمصابين بأمراض مزمنة، تجعلهم في موقع ضعف للتصدي للإصابة بكوفيد19، لا سيما متحوراته الجديدة، التي يظل احتمال معاودة ظهورها واردا في ظل استمرار انتشار الفيروس على الصعيد الدولي. وينضاف إلى هذه الفئة، عدم تلقي 400 ألف شخص، من المتجاوزة أعمارهم 75 سنة، للحقنة الثالثة، بينما يصنفون ضمن الفئات الأكثر هشاشة من الناحية الصحية والمناعية، في الوقت الذي شرعت بعض الدول في التداول حول منح هذه الفئة العمرية الحقنة الرابعة، ضمنها فرنسا لتعزيز مناعتهم للتصدي للمتحور الفرعي BA2 لأوميكرون، الأكثر انتشارا على الصعيد الأوروبي، يفيد عفيف. وذكر عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد19، أن عدم توجه هذه الفئة إلى مراكز التلقيح، يهدد حياتهم كما يهدد المنظومة الصحية في حالة وقوع أي انتكاسة وبائية أو ظهور تغيرات على الوضعية الوبائية على الصعيد الدولي، وضمنه المغرب، ما يتطلب تعزيز مناعتهم بواسطة الحقنة الثالثة. ويرى عفيف أن أرقام تقدم عملية التلقيح ضد كوفيد19 تظل مخيبة للآمال بالنسبة إلى تلقيح الفئات الأكثر هشاشة صحيا، بينما تعد الفئة الأكثر استهدافا بحملة التلقيح بالحقنة المعززة بشكل مستعجل، من المتجاوزة أعمارها 65 سنة. وتأتي هذه المخاوف بسبب الهشاشة الصحية لدى الفئات المتقدمة في السن والمصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، ما يرفع تعرضها لخطر المضاعفات الصحية لعدوى كورونا، وإعادة سيناريو إحالة العديد منها على أقسام الإنعاش عند تعرضها لمضاعفات حرجة أو خطيرة، أخذا بعين الاعتبار أن 84 في المائة من المتوفين داخل أقسام الإنعاش، هم من غير الملقحين أو من الملقحين بشكل غير كامل، يضيف عفيف. وأشار عفيف إلى أن عدد الملقحين بالحقنة الثالثة لم يتجاوز 30 في المائة من مجموع الفئة المتراوحة أعمارها ما بين 60 و74 سنة، كما أن الفئة التي يتجاوز عمرها 75 سنة، لم يتجاوز نسبة الملقحين منها 41 في المائة بالحقنة الثالثة، علما أن عملية التحسيس بالحقنة الثالثة تهم أيضا فئة ما بين 40 و59 سنة، بالنظر إلى أن نسبة الملقحين منها لا تتجاوز 30 في المائة، كما تظل النسبة متدنية وسط المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و39 سنة، حيث لا تتجاوز 5 في المائة من الملقحين بالحقنة الثالثة.