تشهد أقسام المستعجلات المغربية ارتفاعا طفيفا في عدد المصابين بعدوى كوفيد19، متأثرين بالمضاعفات الخطيرة للمرض التي تستوجب مساعدة على التنفس، سواء بالتنفس الاصطناعي أو الاختراقي، ما يتطلب دق ناقوس الخطر والتسلح باحترام التدابير الاحترازية لتفادي وقوع أي انتكاسة وبائية والأضرار بمصالح العناية المركزة والإنعاش، يفيد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد19، في تصريح ل»الصحراء المغربية». ويأتي ذلك بعد وصول معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد19 إلى 2.1 في المائة، إلى غاية مساء أول أمس الأحد، إذ بلغ العدد الإجمالي للحالات المتكفل بها في وضعية خطيرة أو حرجة إلى 110 حالات، 12 منها سجلت خلال يوم واحد، 3 من مجموع الحالات الحرجة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي و79 حالة تحت التنفس الاصطناعي. إلى غاية كتابة هذه الأسطر، لا يتوفر المجتمع العلمي على معطيات علمية مؤكدة حول مستويات تأثر الملقحين ضد كوفيد19 بعدوى الإصابة بمتحور الجديد «أوميكرون»، ما يتطلب انتظار التوصل بنتائج التجارب السريرية التي يجريها خبراء بريطانيون حول الموضوع لتحديد مستوى المناعة التلقيحية أو قدرة المتحور على الهروب منها، يوضح عفيف. بالموازاة مع ذلك، تتضح أهمية الوقاية التلقيحية ضد كوفيد ومتحوارته، بناء على ما سجلته المصالح الطبية الفرنسية على صعيد أقسام الإنعاش فيها، حيث 9 أشخاص من بين 10 آخرين يتلقون علاجاتهم ضد كوفيد في الإنعاش، هم من غير الملقحين ضد كوفيد19، ما يجعل من التلقيح بشكل عام وبالحقنة الثالثة المعززة ضرورة وقائية وليس حقنة تفضيلية أو اختيارية، لا سيما وسط المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، في ظل انتشار المتحور «أوميكرون» يبرزعفيف. على الصعيد الوطني، سجلت المصالح الطبية ارتفاعا طفيفا في الإقبال على أخذ الحقنة الثالثة ضد كوفيد19، بعد أن تجاوز عدد الملقحين بها 60 ألف حالة في اليوم، بينما تتوفر السلطات المغربية على إمكانات تلقيح 200 ألف شخص في اليوم الواحد بالحقنة الثالثة و500 ألف شخص في اليوم الواحد بمجموع الحقنات، يؤكد عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد19. وتبعا لذلك، شدد عفيف على أهمية التلقيح ضد كوفيد 19، في ظل توقع تسجيل مزيد من الحالات المؤكدة بواسطة «أوميكرون»، ما يهدد المنظومة الصحية المغربية بالانتكاسة وارتفاع عدد المرضى المحالين على أقسام العناية المركزة والإنعاش، ما قد ترتفع معه نسبة الوفيات جراء التعرض لمضاعفات المرض. ولتفادي هذه الوضعية الوبائية المقلقة، جدد عفيف على أخذ الجرعة الثالثة وسط الفئات الأكثر هشاشة من الناحية الصحية، ضمنهم الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 65 سنة والمصابون بأمراض مزمنة، والذين لا تزيد مستويات تغطيتهم بالتلقيح 30 في المائة، مقابل 10 في المائة من الملقحين بالحقنة الثالثة من مجموعة نسمة المغرب، بمختلف أعمارهم المندرجة ضمن استراتيجية التلقيح ضد كوفيد19. ويراهن على الرفع من وتيرة التلقيح خلال فترة العطلة المدرسية الحالية، للمساهمة في خفض احتمالات إصابة المتمدرسين أو الأطر التعليمية والتربوية بفيروس كوفيد19، لا سيما بمتحوره الجديد «أوميكرون»، أخذا بعين الاعتبار مساهمة التلاميذ في نقل عدوى الفيروس، سواء تعلق الأمر بفيروس «كوفيد19» أو غيره من الفيروسات الأخرى، مثل فيروس «الأنفلونزا الفصلية». ويأتي ذلك في سياق ينتشر فيه المتحور «أوميكرون»، المعروف بخاصية سرعة الانتشار واستهداف الفئات العمرية الصغيرة، ما يتطلب رفع اليقظة والحذر من العدوى، رغم عدم تسجيل وفيات في صفوف الأطفال المصابين ب»أوميكرون»، سواء في المغرب أو في دولة جنوب إفريقيا.