يضم أكثر من 30 طفرة مما يهدد استمرار الخدمات الصحية إذا ما أصيب به عدد كبير من غير الملقحين
أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح خصّ به "الاتحاد الاشتراكي"، أن أوميكرون الذي ظهر في جنوب إفريقيا، يعتبر خامس متحور لكوفيد الأكثر خطورة بعد المتحورات التي سبقته، ويتعلق الأمر بكل من ألفا وبيتا وغاما ودلتا. وأوضح عضو اللجنة التقنية والعلمية للتلقيح ضد كوفيد 19 أن هذا المتحور الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بالخطير، يضم أكثر من 30 طفرة تزاوج ما بين بيتا ودلتا، مبرزا أن دائرة انتشاره هي أكبر، إذ أن الأرقام تبين أن 70 في المئة من حالات الإصابة بالفيروس التي يتم تشخيصها تتعلق بهذا المتحور الجديد. وشدّد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه للجريدة، على أن ضراوة الفيروس ونجاعة اللقاحات المتوفرة ضد كوفيد 19 سيتم التأكد من نسبهما بشكل أكثر وضوحا مما هو الوضع عليه اليوم خلال الأسبوعين المقبلين، وإن كان يبدو مبدئيا على أن تأثير المتحور لا يكون قويا على الأشخاص الملقحين، وتداعياته تكون أخفّ مقارنة بالأشخاص الذين لم يحصلوا على جرعات اللقاح أو الذين لم يكملوا المسار التلقيحي بحصولهم على الجرعة الثالثة، التي هي جرعة معززة وليس جرعة تذكيرية. وأكد الخبير الصحي ل "الاتحاد الاشتراكي"، أن قرار السلطات المغربية تعليق السفر جوا وبحرا، يعتبر خطوة صائبة في الظرفية الحالية للحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها في مواجهة الجائحة، وإن تم تسجيل ارتفاع طفيف في حالات الإصابة خلال اليومين الأخيرين، داعيا إلى استثمار هذا الوضع من أجل تسريع عملية التلقيح ضد الفيروس، التي تبقى الوسيلة الآمنة المتوفرة لمواجهة تبعاته الوخيمة. وعبّر الدكتور مولاي سعيد عفيف عن قلقه من الأرقام التي يتم تسجيلها على مستوى الملقحين، مبرزا أنه تم تلقيح 122 شخصا بالجرعة الأولى يوم الأحد الأخير، و 3300 ملقح أول أمس الثلاثاء، ليخلص إلى أنه خلال أيام الأسبوع لا يتم تجاوز سقف 4 آلاف شخص ملقح في اليوم الواحد، بينما يتراجع هذا الرقم إلى أقل من ألف ملقح خلال يومي السبت والأحد، مؤكدا على أن هذا الأمر لا يعتبر سليما في ظل المجهودات التي بذلتها الدولة والتي أثمرت بفضل الإشراف الملكي توفير اللقاح بالمجان لجميع المواطنين والمواطنات، حيث يتجاوز المخزون المتوفر منها اليوم 13 مليون جرعة. ووجّه عضو اللجنة العلمية للتلقيح رسالة شكر وتحية للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 17 الذي لقحوا أنفسهم، والذين وصل عددهم إلى مليونين و 195 ألفا، مؤكدا على أنهم قدموا درسا في المواطنة، ونفس التحية وجهها كذلك إلى آبائهم وأمهاتهم، مشددا على أن التلقيح ضد كوفيد 19 يعتبر اليوم وأكثر من أي وقت مضى أولوية صحية. وذكّر الخبير الصحي بأنه كلما ظهرت موجة وبائية في أوروبا إلا وعاش المغرب وضعا مماثلا بعد أسابيع من ذلك، وهو ما يتطلب تعزيز مسار حملة التلقيح، موضحا بأنه في فرنسا، نموذجا، أخذ مليون شخص يوم السبت الأخير موعدا لتلقيح أنفسهم، لحماية الذات والمجتمع، بالمقابل تم تسجيل 47 ألف حالة إصابة بالفيروس أول أمس الثلاثاء، هذا في الوقت الذي تم ملء 1700 سرير بمصالح الإنعاش والعناية المركزة بالمصابين من مجموع الأسرّة التي يبلغ عددها 7500 سرير، دون احتساب باقي الأمراض الأخرى، وهو ما يؤشر حسب المتحدث على وضعية وبائية ليست بالسهلة ولا يجب التعامل معها باستهانة، مبرزا في هذا الصدد أنه يتم تسجيل ما بين 40 و 50 ألف حالة إصابة في بريطانيا يوميا، لكن بفضل ارتفاع نسبة التلقيح والملقّحين، فإن عدد الوفيات يظل قليلا ونفس الأمر بالنسبة للحالات التي تلج مصالح الإنعاش والعناية المركزة خلافا لما تعيشه دول أخرى. وشدّد الدكتور عفيف، في ختام تصريحه للجريدة، على ضرورة الإبقاء على التدابير الوقائية المتمثلة في الوضع السليم للكمامة، والحرص على التباعد الجسدي وضمان التهوية في الفضاءات المغلقة، مؤكدا أن عدم التقيد بهذه الخطوات وعدم تطبيقها بشكل سليم ستكون نتيجته الحتمية هي انتشار العدوى وارتفاع أعداد المصابين بالفيروس.