تفيد المعطيات الرسمية لمديرية الأوبئة بوزارة الصحة عدم خطورة الحالة الصحية لأول حالة مسجلة للإصابة بالمتحور الجديد "أوميكرون" في المغرب، إلى غاية كتابة هذه الأسطر. كونها لا تتطلب أي تدخل طبي داخل أقسام العناية المركزة أو الإنعاش بالتنفس الاصطناعي، ما سمح بوضعها تحت الرعاية الطبية داخل وحدة متخصصة بالتكفل بمرضى كوفيد19 داخل مؤسسة صحية عمومية على صعيد مدينة الدارالبيضاء. وذكرت مصادر "الصحراء المغربية"، أن المخالطين المحتملين للمصابة، وهي مواطنة مغربية مقيمة في العاصمة الاقتصادية، سيخضعون لاختبارات الكشف السريع عن كوفيد19، لاتخاذ الإجراءات الضرورية الخاصة بذلك، والتي قد تضم وضعهم تحت الحجر الصحي، وفقا للمخطط الوطني لتتبع الحالات المصابة بكوفيد19. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد19، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الوضعية الوبائية لانتشار كوفيد19 باتت مقلقة جدا مع اكتشاف أول حالة إصابة بعدوى المتحور"أوميكرون"، ما يجعل المغرب في غير منأى عن تسجيل حالات أخرى بالمتحور، بالنظر إلى سرعة انتشاره عبر العالم، ما قد يرفع عدد الإصابات في وقت وجيز، لا سيما في حالة وجود مخالطين للحالة الأولى أو في حالة استمرار سلوك التراخي بسبب عدم ارتداء الكمامة بشكلها الصحيح وعدم الحرص على التباعد الجسدي، لا سيما في الأماكن المغلقة، والتراخي في التعقيم المنتظم لليدين وغسلهما، يؤكد عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد19. ومن العوامل المعززة لحدوث انتكاسة محتملة في المغرب، التراخي تجاه فيروس معد وله متحورات سريعة التجدد والانتقال بين الناس وضعف وتيرة الإقبال على أخذ الحقنة الأولى وضعف الإقبال على أخذ الحقنة الثالثة المعززة من قبل من مرت 6 أشهر على تلقيحهم بالحقنة الثانية على الصعيد الوطني، رغم تأكيدات منظمة الصحة العالمية بنجاعة اللقاحات المتوفرة حاليا في توفير الحماية ضد "أوميكرون" بنسبة تصل إلى 80 في المائة. وينضاف إلى تلك العوامل، الظروف الوبائية المصاحبة لحلول موسم الشتاء، الذي يشهد انتشار مجموعة من الفيروسات، ضمنها فيروس "الأنفلونزا الفصلية" وفيروس"الرينوفيروس"، علما أن المعطيات اليومية للتبع لكوفيد، تفيد تسجيل ارتفاع طفيف في عدد الحالات، أول أمس الثلاثاء، بعد أن قفز عدد الإصابات إلى 219 إصابة في المغرب، وإلى 70 ألف حالة يوميا في بعض دول العالم، يبرز عفيف. ووفقا لمعطيات الوضعية الوبائية المقلقة، يتوقع عفيف تسجيل حالات مصابة بالأشكال الخطيرة لعدوى كوفيد19، قد تتطلب الدخول إلى أقسام العناية المركزة والإنعاش، حيث يمكن تسجيل 30 في المائة من وفيات الوافدين على هذه الأقسام، ما قد يضطر السلطات المغربية إلى تشديد الحجر الصحي وأساليب التدابير الاحترازية من وقوع أي انتكاسة محتملة، يفيد عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد. وبالموازاة مع ذلك واصلت السلطات المغربية المكلفة بتدبير جائحة كوفيد19، أمس الأربعاء، في تنفيذ عملية إعادة مجموع المغاربة المقيمين فوق تراب المملكة، من الدول التي علقوا بها، بداية من دول، الإمارات والبرتغال وتركيا، منذ دخول قرار إغلاق الرحلات الجوية والملاحية حيز التنفيذ، سجلت وزارة الصحة أول إصابة بالمتحور الجديد "أوميكرون" فوق التراب المغربي. وتبعا لذلك، التزمت السلطات المغربية المعنية بتطبيق إجراءات وقائية، وصفت بالصارمة، في نقط وصول العالقين فوق التراب المغربي، منها وضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 7 أيام، داخل وحدات فندقية على نفقة الحكومة المغربية، خلالها سيخضع كل شخص لاختبار الكشف عن الحمض النووي لفيروس كوفيد19، كل 48 ساعة، إلى غاية اليوم السادس، على أساس رفع مدة الحجر الصحي في اليوم السابع، في حالة تراكم النتائج السلبية عن الفيروس. ويأتي ذلك بعد تحقق أفراد الوحدات الصحية في نقط العبور الجوية والملاحية من توفر مجموع المغاربة العائدين على النتيجة السلبية عن فيروس كوفيد19، لا تزيد مدتها على 48 ساعة، مع إخضاع المعنيين بالأمر لاختبار الكشف السريع عن فيروس كوفيد19 ولاختبار قياس درجة الحرارة بمعدات متطورة، يضيف عضو اللجنة العلمية للتلقيح. وبالموازاة مع ذلك، يضم مخطط عودة المغاربة العالقين في الخارج، تدوين معطياتهم الشخصية والحالة الصحية التي كانوا عليها خلال الفترة التي سبقت دخولهم إلى المغرب، إلى جانب معطيات أخرى، منها تحديد مقر إقامتهم لأجل الاستعانة بها للتعرف على مخالطيهم في حالة ثبوت نتيجة إيجابية حول إصابتهم بعدوى الفيروس في فترة لاحقة، يبين عفيف. ووصف عفيف هذه الإجراءات بالمهمة جدا التي تسعى إلى إحكام تدابير الوقاية لخفض فرص تسجيل إصابات بعدوى المتحور الجديد "أوميكرون" فوق التراب الوطني، لا سيما في سياق وضعية وبائية مقلقة بخصوص انتشار فيروس كوفيد 19، ما ينذر بوقوع انتكاسة وبائية في المغرب.