عززت السلطات الصحية المغربية وباقي القطاعات الحكومية المشاركة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، من حملاتها التواصلية مع المواطنين سواء عبر كبسولات تحسيسية عبر التلفاز أو الوصلات الإذاعية أو المحتويات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية، بغية حث المواطنين غير الملقحين إلى أخذ جرعاتهم ضد الفيروس للمساهمة في تحقيق المناعة الجماعية. ويأتي ذلك بعد تسجيل تأخر واضح في عدد المقبلين على مراكز التلقيح لأخذ الحقنة الأولى، والذين لا يفوق عددهم 10 آلاف ملقح، يوميا، على الصعيد الوطني، بالموازاة مع تراجع ملحوظ في عدد الملقحين بشكل عام، رغم تسجيل ارتفاع طفيف في صفوف الذين أخذوا الحقنة الثالثة، والذين وصل عددهم، أمس الاثنين، 58 ألفا و600 شخص، مقارنة بيوم الاثنين من الأسبوع الماضي، إذ سجل تلقيح 47 ألف شخص بالجرعة الثالثة، يفيد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد 19، في تصريح ل"الصحراء المغربية". ووفقا لهذه المعطيات الإحصائية، التي تظل مخيبة لآمال بلوغ المناعة الجماعية ضد كوفيد 19 في أقرب الآجال، والتي تظل رهينة إقبال 4 ملايين شخص على أخذ جرعاتهم، لا سيما الجرعة الثالثة وسط الفئات التي ألغيت صلاحية جواز تلقيحها بعد مرور 6 أشهر على أخذها الجرعة الثانية. ويأتي في مقدمة ذلك، الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 سنة، الذين لم تتجاوز نسبة المتلقين الحقنة الثالثة 30 في المائة، ضمنهم الذين يعانون هشاشة صحية بسبب إصابتهم بأمراض مزمنة، ما يهددهم بالتعرض لمضاعفات صحية خطيرة، قد تستلزم دخولهم إلى أقسام الإنعاش أو فقدان الحياة في حالة حدوث انتكاسة وبائية، خارج فرضية وصول أوميكرون، يضيف عفيف. وتحدث عفيف عن أن الوضعية الحالية تساهم في تأخير تحقق المناعة الجماعية، إلى ما بعد شهر مارس المقبل، بينما تأمل السلطات المغربية تلقيح 80 في المائة من سكان المغرب، المتراوحة أعمارهم ما بين 12 سنة فما فوق، بما يعادل 29 مليون نسمة لتوفير أقوى السبل للتصدي للجائحة وضمان الأمان من تبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وتبعا لذلك، جدد عضو اللجنة العلمية التذكير بوفاة 17 في المائة من المصابين جراء مضاعفات كوفيد19، سجلت وسط الملقحين الذين مرت 6 أشهر على تلقيحهم، خلال الموجة الوبائية الأخيرة التي عرفها المغرب، كما شدد على احترام التدابير الاحترازية لتفادي عدوى فيروس كوفيد19 ومتحوراته المتجددة.