أفادت مصادر "الصحراء المغربية"، أن تسجيل حالات مؤكدة للإصابة بالمتحور الجديد "أوميكرون" وسط الأطفال في المغرب، بات يقلق عددا من المتخصصين، ما يرجح فتح النقاش بين الخبراء والباحثين في الشؤون العلمية وجديد تطوراتها، وإصداراتها للتداول وفتح النقاش حول إمكانية خفض سن التلقيح ضد كوفيد19 وسط الفئة العمرية ما بين 5 و11 سنة. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لم تصدر اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد19 في المغرب، أي توصية بهذا الخصوص، إلا أنها تظل من النقط المدرجة ضمن جداول أعمالها واجتماعاتها الدورية، تضيف المصادر. وتعليقا على الوضعية الوبائية لانتشار كوفيد19 وسط الأطفال، تحدث الدكتور مولاي سعيد عفيف، طبيب أطفال وعضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد19، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن سرعة انتشار المتحور "أوميكرون" واستهدافه للأطفال، خلافا للمتحور "دلتا"، يستوجب رفع نسبة حمايتهم من العدوى، من خلال ارتدائهم الكمامة، لا سيما عند الفئة العمرية ما بين 6 سنوات فما فوق، أما ما دونهم سنا، فيجب الحرص على غسل اليدين لمرات متكررة في اليوم بواسطة المعقم أوالماء والصابون واستعمال منديل أو عمق الساعد عند الرغبة في العطس. وتحدث عفيف بلغة مطمئنة نتيجة عدم تسبب عدوى "أوميكرون" في وفاة أي طفل مصاب، وفقا للمعطيات والدراسات المعلن عنها من قبل الباحثين في دولة جنوب إفريقيا، حيث جرى رصد أولى الحالات بالمتحور الجديد، إلا أن ذلك لا يعفي من اتخاذ مجموع التدابير الاحترازية لحماية الأطفال المغاربة من انتقال العدوى إليهم، لا سيما منهم الذين يحملون أمراضا مزمنة والتي قد تهدد صحتهم بالتعرض لمضاعفات وأشكال خطيرة. وتحتم التغيرات الوبائية لانتشار كوفيد19 الاستمرار في اليقظة والحذر، في ظل مؤشرات وقوع انتكاسة وبائية واللجوء إلى تشديد الحجر الصحي، في مقدمتها الإقبال على التلقيح بالجرعتين وبالجرعة الثالثة المعززة، لا سيما بعد ثبوت تناقص نسبة الحماية من الفيروس بعد مرور 6 أشهر، الشيء الذي يثير النقاش حول إمكانية خفض الدعوة إلى التلقيح بالجرعة المعززة إلى أقل من 6 أشهر لرفع نسبة الحماية ضد كورونا. وفي هذا الصدد، أفادت مصادر طبية "الصحراء المغربية"، أن مجموع مرضى كوفيد في أقسام الإنعاش، من فئة الملقحين بالجرعتين، لم يأخذوا الجرعة الثالثة المعززة، ومضى على جرعتهم الثانية أكثر من ستة أشهر، وفقا لمعطيات رسمية حول مستويات دخول مرضى كوفيد19 إلى أقسام الإنعاش في المغرب، حيث وجد 98 مريضا، 48 منهم غير ملقحين و50 مريضا ملقحين بالجرعتين، أي ما يشكل نسبة 0,1 في المائة، بالنسبة إلى الفئة الأولى و 0,0002 في المائة بالنسبة إلى الفئة الثانية من مجموع السكان، وفقا للمعطيات المسجلة، إلى غاية الثلاثاء 21 دجنبر الجاري. وبهذا الخصوص، جدد عفيف التأكيد على أهمية الحقنة الثالثة المعززة، لا سيما وسط الفئات التي تفوق أعمارها 65 سنة والمصابين بأمراض مزمنة، حيث لم تتعد نسبة إقبالهم على الجرعة الثالثة 30 في المائة، بينما يندرجون ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى، لا سيما في ظل عدم توفر معطيات كافية حول مستوى شراسة "أوميكرون" وسطهم. في مقابل ذلك، دعا فئة الشباب إلى التلقيح واحترام التدابير الاحترازية، في سياق وبائي قد تتشابه فيه عدوى "أوميكرون" مع عدوى الزكام، كون الإصابة بالمتحور الجديد لا تفقد حاستي الذوق والشم بينما تعطي ارتفاعا في درجة الحرارة ومستوى خفيف من الإصابة وسط الفئات الشابة والسليمة صحيا.