تشير الأرقام الرسمية لوزارة الصحة حول مستويات تقدم عملية التلقيح ضد كوفيد19 في المغرب، إلى وصول عدد الملقحين بالحقنة الثالثة إلى 5 ملايين و4 آلاف و535 شخصا، خلال 24 ساعة، إلى غاية مساء الخميس، بعد أن كان العدد، يوم فاتح فبراير الجاري، 4 ملايين و441 ألفا و797 شخصا. ويأتي ذلك موازاة مع تجاوز عدد الملقحين بالحقنة الثانية ل 23 مليونا و129 ألف شخص، وأزيد من 24 مليونا و696 ملقحا بالحقنة الأولى، خلال 24 إلى غاية مساء الخميس. وفي الوقت الذي توحي هذه الأرقام بوجود تطور في مستوى الإقبال على الحقنة الثالثة، بعد الزحزحة التي عرفها عدد الملقحين، إلا أن في باطنها واقع يؤكد عدم شملها للفئة الأكثر استهدافا بحملة التلقيح بالحقنة المعززة بشكل مستعجل، من المتجاوزة أعمارها 65 سنة، بالنظر إلى هشاشتها الصحية وحملها للعديد من الأمراض المزمنة، يفيد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد19، في تصريح ل»الصحراء المغربية». ويستند عفيف في هذه القراءة للمعطيات الإحصائية إلى عدم تجاوز عدد الملقحين بالحقنة الثالثة ل 30 في المائة من مجموع الفئة المتراوحة أعمارهم ما بين 60 و74 سنة، إذ يظل 2.300.000 غير ملقحين بالحقنة المعززة. ويضاف إلى هذه الفئة، الفئة الثانية الأكثر تعرضا لخطورة كورونا، من الفئة التي يتجاوز عمرها 75 سنة، إذ لم تتجاوز نسبة الملقحين منهم 41 في المائة بالحقنة الثالثة، في حين لا يزال 500 ألف و40 شخصا غير ملقحين بالحقنة الثالثة، يبرز عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد 19. ومع تأخر تلقي هذه الفئة لجرعتها المعززة، فإن احتمال تعرضها لخطر المضاعفات الصحية لعدوى كورونا مرتفع جدا، ناهيك عما قد تشكله من تهديد على المنظومة الصحية بسبب العدد الكبير الذي يحال منها على أقسام الإنعاش بسبب الحالات الخطيرة أو الحرجة التي تكون عليها بسبب عدوى فيروس كوفيد19، أخذا بعين الاعتبار أن 84 في المائة من المتوفين داخل أقسام الإنعاش، هم من غير الملقحين بشكل غير كامل، يضيف عفيف. وأبرز عفيف أن عملية التحسيس تهم بأهمية الحقنة الثالثة فئة ما بين 40 و59 سنة، بالنظر إلى أن نسبة الملقحين منهم لا تتجاوز 30 في المائة، بينما يتبقى من مجموعهم 5 ملايين و400 ألف ملقح من دون تلقيح بالحقنة الثالثة، بينما تعتبر النسبة متدنية وسط المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و39 سنة، حيث لا تتجاوز 5 في المائة من الملقحين بالحقنة الثالثة، 3 ملايين و800 ألف منهم لم يأخذوا بعد حقنتهم المعززة. ويعتمد البروتوكول الرسمي والكامل للتلقيح ضد كوفيد الحقنات الثلاث، يقول عضو اللجنة العلمية للتلقيح نفسه. ولتجاوز سلبيات هذه الوضعية، يحث عفيف على ضرورة تقوية التواصل حول أهمية الحقنة المعززة ضد كوفيد19، عبر ندوات ولقاءات مفتوحة لخبراء ومتخصصين ومسؤولين، تقدم خلالها معطيات من الواقع المغربي حول إشكالات التكفل بالحالات الحرجة والخطيرة والتبعات السلبية للتأخر عن أخذ الحقنة الثالثة.