تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى ترسيخ التوجه الإفريقي للمغرب وتعزيز التعاون جنوب- جنوب، يقوم وفد مكون من كبار المسؤولين بحكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بزيارة للمغرب في الفترة ما بين فاتح مارس 2021 إلى السادس منه، يجري خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين المؤسساتيين ورؤساء الجمعيات والفيدراليات الفاعلة في أنشطة وصناعات البناء والأشغال العمومية والاستشارة الهندسية، من أجل بلورة الخطط والمشاريع الكفيلة بتعزيز الشراكة والتعاون الثنائي. وفي هذا الإطار، استقبلت نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يومه الاثنين فاتح مارس 2021 بمقر الوزارة، الوفد الموريتاني الذي يرأسه السيد إبراهيما كيني، المكلف بمهمة لدى الوزير الأول الموريتاني. وخلال هذ اللقاء، أكدت الوزيرة أن هذه الزيارة تترجم الحرص على تنفيذ الإرادة السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وفخامة الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في الارتقاء بمستوى العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين الشقيقين إلى مستويات عليا ونموذجية من الشراكة المتجددة، وذلك بتعميق التعاون وتوسيع آفاقه ومجالاته. وأضافت بوشارب أن هذا اللقاء " يتم في ظل الظرفية الصحية التي يعرفها العالم منذ أكثر من سنة، بسبب انتشار جائحة كوفيد-19، وهي ظرفية تدعونا إلى تجسيد الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، المرتكزة على تعزيز الصمود الأفريقي في التصدي للأوبئة وتشجيع الإقلاع الاقتصادي باعتماد استراتيجيات قطاعية مبتكرة لما بعد كوفيد-19". واعتبرت الوزيرة أن "هذا التحدي المشترك يفرض علينا كجارين شقيقين، ومن خلال إسهام القطاعين الوزاريين ، الانخراط في مسار تعزيز التكامل الإقليمي بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، من خلال تعزيز التعاون جنوب- جنوب ، وترسيخ قيمة التضامن الفعال، لا سيما وأن الجائحة أظهرت أكثر من أي وقت مضى الحاجة إلى التعبئة الجماعية والتضامن كشرطين أساسيين لرفع التحديات المتعددة المطروحة أمام القارة الأفريقية. إلى ذلك، استعرضت بوشارب أبرز أوجه حصيلة التعاون الثنائي، معتبرة أن "علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين ليست وليدة اليوم، بل هي علاقات متجددة ونموذجية واستراتيجية ذات منظور مستقبلي يراعي المصلحة المشتركة للبلدين الجاري". هذا و تجاوبا مع الرؤية الملكية المتبصرة الداعية إلى دعم مسار التعاون والتنمية في البلدان الأفريقية الشقيقة، سيتم خلال هذه الزيارة تدارس صيغة وضع إطار للشراكة بين وزارة إعداد التراب الوطني و التعمير والإسكان وسياسة المدينة عن الجانب المغربي، ووزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي عن الجانب الموريتاني. وتهدف هذه الاتفاقية الإطار إلى التشجيع على المزيد من تبادل التجارب والخبرات والممارسات الجيدة، بهدف مواجهة التحديات المجالية والسكنية، وذلك عبر إرساء الآليات المؤسساتية والمالية لضمان تنفيذ الخطط والبرامج المسطرة.