أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، اليوم الخميس بطنجة، أن المملكة المغربية لا ترى في التعاون جنوب – جنوب بديلا عن التعاون شمال – جنوب، بل هو مكمل مفيد لهذا الأخير. وأوضحت السيدة نزهة بوشارب، في كلمة خلال جلسة وزارية ضمن أشغال الدورة الثانية عشرة لمنتدى ميدايز حول “تشجيع الاستثمارات والشراكات مع إفريقيا : هل يتعين الاختيار بين التعاون شمال – جنوب والتعاون جنوب – جنوب؟”، أن المغرب، على غرار عدد من البلدان الإفريقية، اختار منذ أمد بعيد نموذجا ليبراليا مع الانفتاح على الخارج متوجها بشكل خاص نحو الدول الغربية. وأضافت أن هذه الروابط شكلت فرصة لتنمية الاقتصاد المغربي، وأنه بفضل التقدم المحقق، فالمغرب عرف كيف يطور تجربة في عدة قطاعات تحظى باعتراف القارة الإفريقية، لافتة بالمقابل إلى أنه حتى في سياق الأزمة الاقتصادية، تشهد اقتصادات إفريقيا دينامية مهمة. من هذا المنظور، تضيف السيدة نزهة بوشارب، فالتعاون جنوب – جنوب يمثل بالنسبة للمغرب عاملا لتوسيع نطاق أسواقه وتنويع نظام إنتاجه ودافعا للنمو ورفع التنافسية من أجل الاستثمارات المباشرة، لافتة إلى أن المغرب تمكن من تطوير نموذج خلاق للتعاون جنوب – جنوب مندمج ومتعدد الأبعاد والذي يضع التنمية البشرية في صلب اهتماماته. ونوهت السيدة بوشارب بأن الأمر يتعلق بتعاون فاعل ومتضامن يضع رفاهية العنصر البشري في قلب كل الإجراءات، والذي يقوم على تبادل المعارف والكفاءات والتجارب والموارد، مع إشراك كافة المناطق بالقارة الإفريقية، بهدف تعزيز شراكة مبتكرة وفق مقاربة رابح – رابح. وسجلت السيدة بوشارب إلى أن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وتماشيا مع مبادئ التعاون جنوب – جنوب، تبذل جهودا جبارة من أجل تكريس الانفتاح على القارة والمساهمة في تعزيز تقاسم التجارب والمهارات مع البلدان الإفريقية، لاسيما في القطاع الاستراتيجي المتعلق بالإسكان وسياسة المدينة، وفي مجال التخطيط والتدبير الحضري على مستوى المدن وفي المجال العملياتي. وخلصت الوزيرة إلى أن “رؤية المملكة تروم جعل التعاون جنوب – جنوب عاملا مساعدا على إقلاع قارة إفريقية جديدة”، داعية كل البلدان الشريكة من اجل تعبئة الموارد المتوفرة من أجل إنجاح التعاون جنوب – جنوب وتحقيق الأهداف المسطرة لصالح القارة الإفريقية. من جهته، اعتبر السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، أن التعاون جنوب – جنوب هو مكمل ووسيلة لتطوير التعاون شمال – جنوب، مسجلا أن إفريقيا في حاجة إلى شراكات صادقة ومتوازنة وفق منطق رابح – رابح. وذكر بأن المغرب يعتبر المستثمر الإفريقي الأول بغرب إفريقيا وبلد فاعل ومتضامن انطلاقا من قناعة أن إفريقيا يتعين أن تثق في إفريقيا، مذكرا بأن التجسيد الملموس لهذه الإرادة الرامية لتشجيع التعاون جنوب – جنوب بالمملكة مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء تم في عام 2011، من خلال إدراج هذا البعد في ديباجة الدستور المغربي. ولاحظ السفير أن التعاون جنوب – جنوب يمكن أن يتعزز من خلال شراكات ثلاثية الأطراف، بشرط أن يتم الحرص على أن هذه الشراكات يتعين أن تحترم أولويات القارة الإفريقية. أما بالنسبة لوزير الخارجية والجاليات والدفاع بجمهورية الرأس الأخضر، لويس فيليبي تافاريس، فقد سجل بأن المغرب يتوفر على تجربة مهمة في مجال الانتقال الطاقي خاصة بعدما طور بشكل كبير قطاع الطاقات المتجددة، معربا عن رغبة بلاده في استلهام هذه التجربة المغربية. كما أعرب عن رغبة بلاده في العمل مع المملكة من أجل تعزيز حرية تنقل الممتلكات والأفراد بين البلدين، من أجل تطوير التجارة والتنمية الاقتصادية. وتنعقد الدورة الثانية عشرة لمنتدى ميدايز، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بين 13 و 16 نونبر، تحت شعار “أزمة الثقة العالمية .. مواجهة عدم اليقين والهدم”، ويتضمن البرنامج مواضيع تناقش النمو الاقتصادي وتعثر الحوار شمال – جنوب والتحديات الأمنية.