تمكن المرصد الفلكي أوكايمدن، التابع لجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش بشراكة مع فريق دولي من علماء الفلك، من اكتشاف ثلاثة كواكب خارجية تدور حول نجم يبعد عن المجموعة الشمسية بحوالي 400 سنة ضوئية، باستعمال التلسكوبات الفضائية التابعة للوكالة الفضائية الأمريكية (ناسا)، بالإضافة لعدة مراصد أرضية. وسبق المرصد الفلكي أوكايمدن، أن اكتشف بشراكة مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا كويكب صنف من الكويكبات ذات الاحتمال الكبير للاصطدام بالأرض. وكان المرصد المغربي، ساهم سنة 2017 في اكتشاف سبعة كواكب جديدة خارج المجموعة الشمسية، باستخدام التلسكوب ترايبست الشمالي. وحسب بلاغ للمرصد، فإن هذه الكواكب، التي يبلغ عمرها 120 مليون عام فقط، ستوفر فرصة مهمة للباحثين لدراستها حيث مازالت في مراحلها الأولى من التطور مما يساعد العلماء في فهم تكون وتطور مجموعتنا الشمسية. وأضاف البلاغ أن هذا الاكتشاف سيشكل كذلك فرصة للباحثين لدراسة غلافها الجوي نظرا لتقارب حجمها مع حجم كوكب الأرض، حيث يمكن اختبار نظريات كيفية تطور الغلاف الجوي للكواكب الخارجية بصفة عامة. وتم الإعلان عن هذا الاكتشاف من قبل وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) يوم الجمعة 12 فبراير الجاري، وكذا من طرف فريق دولي من علماء الفلك من ضمنهم مغربيان، زهير بن خلدون مدير المرصد الفلكي أوكايمدن، وأحد طلابه في سلك الدكتوراه عبد الرحمان السبكي من مختبر فيزياء الطاقات العليا والفيزياء الفلكية بكلية العلوم السملالية التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش. وأوضح زهير بنخلدون، مدير المرصد الفلكي أوكايمدن أن هذا الأخير يضم 5 تلسكوبات، واحد منها يسمى موس مخصص لرصد الأجسام القريبة من الأرض، مشيرا إلى أن تلسكوب موس قام بمجموعة من الاكتشافات خلال السنة الماضية تصل إلى حد الآن إلى 6 كويكبات يلتقي مدارها مع مدار الأرض. وأضاف بنخلدون في اتصال ب"الصحراء المغربية"، أن هذا الاكتشاف يعطي للمغرب وللمرصد إشعاعا على المستوى العالمي، ويبرز ما يتوفر عليه من مراصد مخصصة لاستكشاف مثل هذه الكويكبات، مما يشجع وكالات الفضاء الدولية على الاستثمار في مجال الفضاء بالمملكة وتثبيت تلسكوبات، إضافة إلى إرسال طلبة باحثين. وأشار بنخلدون إلى أن علمية التواصل مع وكالة الفضاء "ناسا" تتم عن طريق مركز الكويكبات الصغيرة، الذي يستقبل تقارير المراصد، وبعد ذلك تصبح متوفرة لوكالات الفضاء في العالم بأكمله، وبعد ذلك تختار الوكالة الأمريكية ما تراه مهما ومناسبا من التقارير، ثم تتواصل مع المرصد الذي أشرف عليه لاستكمال الأبحاث.