أكد عدد كبير من المهنيين الصحيين المشاركين في"ورشة العمل الأولى للتطبيب عن بعد في المغرب"، التي اختتمت أشغالها، أمس الخميس بمراكش، على أهمية التطبيب عن بعد خصوصا في ظل الأزمة الصحية الناتجة عن كوفيد 19، التي كانت بمثابة محفز لتحول الصحة الرقمية في المغرب. واعتبر عدد من المتدخلين في هذا اللقاء المنظم بمبادرة من الجامعة الخاصة بمراكش تحت شعار"ممارسة الطب عن بعد والصحة المتصلة"، أن هذه الخدمة الجديدة مجرد أداة تكميلية، مؤكدين على ضرورة الاستفادة منها ما دامت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تتيح وسائل مبتكرة لتجاوز الكثير من الإكراهات التي يعاني منها القطاع الصحي. وأوضح المشاركون أن الرقمنة تؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية الحديثة بما في ذلك تقديم الرعاية الصحية، مشيرين إلى أن التبني الناجح والتكامل المستدام للطب عن بعد القائم على تكنولوجيا المعلومات والمفاهيم في الممارسة السريرية، يعتمد على التقييم المستمر لاحتياجات ومهارات وتفضيلات المستخدمين النهائيين. وأجمع المشاركون أن المغرب يعد من الدول القلائل في إفريقيا والعالم العربي الذي يمكنه أن يفتخر بوجود إطار تشريعي لممارسة هذا النوع من التطبيب. واستحضر المشاركون القرار الصادر عن مجلس الحكومة، الذي قام بمراجعة قانون التطبيب عن بعد، حيث صادق في 14 يناير الجاري على مشروع المرسوم رقم 2.20.675 المعدل والمكمل للمرسوم رقم 2.18.378 المتعلق بالتطبيب عن بعد. وتشمل خدمات الطب عن بعد ، بحسب المرسوم، طلبات الاستشارة الطبية عن بعد، واللجوء إلى الخبرة الطبية عن بعد، والمراقبة الطبية عن بعد، وكذلك الإجابة الطبية التي تنجز في إطار الضبط الطبي على مستوى مصالح المساعدة الطبية الاستعجالية. وشكل هذا اللقاء مناسبة لعدد من الأطباء وخبراء الصحة والباحثين، لطرح أفكارهم والتعبير عن أرائهم وتقديم مقترحاتهم وتصوراتهم في الموضوع، ومناقشة الرهانات والتحديات التي يتعين رفعها، في احترام للتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية. وتضمن برنامج هذه التظاهرة العلمية ثلاثة عشر ورشة عمل، تناولت مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية همت على الخصوص، الإطار القانوني للتطبيب عن بعد في المغرب ، ومفاهيم وخدمات التطبيب عن بعد والصحة المتصلة ، وتجارب وممارسات التطبيب عن بعد في المغرب. وخلال هذا اللقاء تم عرض مشروع الهندسة التعليمية في التطبيب عن بعد في الجامعات المغربية ، وعرض بعض مشاريع التطبيب عن بعد المنفذة في الجامعة الخاصة بمراكش كجزء من الإشراف المهني وأنشطة PFE ، بالاضافة الى عرض قدمته الرابطة الدولية للطب عن بعد، مع ورشة عمل استشارية عن بعد تطرقت للتعاون المغربي الإسباني والتعاون المغربي الفرنسي في هذا المجال. وحسب المنظمين، فإن الهدف من هذه الورشة المنظمة بالشراكة مع كلية العلوم والتقنيات بني ملال التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، وجمعية التطبيب عن بعد والصحة الإلكترونية، ومستشفى محمد السادس الجامعي بمراكش، وكلية الطب والصيدلية بالمدينة والمديرية الجهوية للصحة لجهة مراكشآسفي، هو دراسة الأسئلة الهامة المتعلقة بالابتكارات في الطب عن بعد، بما في ذلك الأساليب واتجاهات التنمية في هذا المجال ، والنجاحات والإخفاقات الملحوظة في التطبيب عن بعد، والاستجابة للتوقعات التي يمكن أن تؤثر على تعزيز هذه الأداة التكنولوجية كقوة إيجابية للتغيير في النظام الصحي على المستوى الوطني وكذلك على المستوى الأفريقي.