خلف انهيار جزئي لمنزل يتواجد بدرب الفلاح بحي السلام المعروف ب"الملاح" بالمدينة العتيقة لمراكش، ليلة الاثنين، حالة من الهلع والخوف في نفوس السكان القاطنين بالمنازل المجاورة للمنزل المنهار، وكشف عن حجم التحدي الذي لازال يواجه الجهات المسؤولة محليا لتحديد عدد المباني التي لم تعد قادرة على الصمود بفعل تقلبات الزمن وإيجاد الحلول المعقولة والممكنة. وفور تلقيها خبر انهيار المنزل المذكور، هرعت عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية، الى مكان الحادث للقيام بعمليات الانقاد، والاطلاع على الوضع الصحي لقاطني المنزل المنهار، والوقوف على حجم الأضرار التي خلفها هذا الانهيار. واستنفر الحادث السلطات المحلية ورجال الامن، الذين انتقلوا إلى مكان الحادث لتتبع عمليات الانقاد، والقيام بالتحريات الأولية وانجاز تقرير في الموضوع، من أجل إحالته على الجهات المسؤولة، في انتظار تحديد المسؤوليات. وحسب مصادر مطلعة، فإن المنزل المنهار لم يسفر عن أية خسائر بشرية بفضل الألطاف الإلهية، وكان موضوع عدة شكايات جراء التصدعات العميقة التي كانت بادية على جدرانه، وجرى تصنيفه ضمن المنازل الآيلة للسقوط، ما عجل بانهياره بسبب تقادم بناء المنزل المذكور وهشاشته. وأضافت المصادر نفسها، أن السلطات المحلية عملت على إخلاء المنزل المنهار من حوالي ثلاث أسر كانت تقطن به على سبيل الكراء، وتم نقلهم إلى أحد الفنادق الغير المصنفة بالمدينة العتيقة قصد إيوائهم، في أفق إيجاد حل لهم. وكانت السلطات المحلية خصصت أغلفة مالية، حددت في مبلغ 40 ألف درهم لكل أسرة، على ضوء البرنامج الاستعجالي، الذي يستهدف الحد من خطورة المنازل والبيوت الآيلة للسقوط، والحفاظ على أمن وسلامة سكان الأسر الفقيرة، التي تفتقد إلى الإمكانيات المادية، على أساس أن يجري إفراغ المنازل المعنية، قصد إنجاز الإصلاحات والترميمات المطلوبة، بناء على رخص إصلاح، تتكلف بها السلطات المحلية، قبل العودة للاستقرار بين جدران هذه المنازل، بعد التأكد من إزالة مكامن الخطر. وسبق للسلطات المحلية بمدينة مراكش، أن شنت في وقت سابق حملة لهدم المنازل الآيلة للسقوط، التي باشرتها في إطار الخطة المعتمدة من طرف المسؤولين عن قطاع التعمير، لإنقاذ المدينة العتيقة، بعد استشعار خطورة الوضع، من خلال وضع برنامج استعجالي من طرف ولاية جهة مراكش، بشراكة مع المجلس الجماعي، والمفتشية الجهوية للإسكان والتعمير والتنمية المجالية، ومؤسسة العمران، من أجل محاربة المنازل المهددة بالانهيار، عبر تشكيل لجن يقظة، عهد إليها بتتبع حالات البنايات الآيلة للسقوط، والتصنيف والتقييم، وتحديد طبيعة خطورتها، تحت إشراف مكتب الدراسات التابع لولاية مراكش.