ما يزال مسلسل الرعب مستمرا بعد انهيار 3 منازل مصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط، أمس الجمعة، إذ قام العديد من السكان القاطنين بمنازل قريبة من موقع الحادث، بإخلاء منازلهم خوفا من انهيارها فوق رؤوسهم في أية لحظات، خصوصا مع قوة الأمطار التي تهاطلت على مدينة الدارالبيضاء خلال الأسبوع الجاري. وعلمت "الصحراء المغربية" أن السلطات أخلت 7 منازل محاذية للمنازل المنهارة، والتي أودت بحياة 3 أفراد من أسرة واحدة (زوج وزوجة وطفلهما)، وتسببت في إصابة شخصين، وطلبت من قاطني هذه المنازل عدم الدخول إليها لأنها تشكل خطرا على حياتهم، كما وضعت متاريس حديدية لمنع الولوج إليها وإلى الأزقة التي تشكل خطرا على حياة السكان. وتمكنت بعض الأسر من إخراج بعض أثاثها وحاجياتها لتبيت في العراء بالمنطقة، فيما لم تتمكن أسر أخرى من إخراج أي شيء من بيوتها كما أكدت لنا سيدة تقطن بالزنقة التي شهدت الحادث، وظلت تراقب الوضع من خلف المتاريس الحديدية، في انتظار حل لهذه الكارثة التي تهدد جل بيوت درب مولاي الشريف المصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط. وعاينت "الصحراء المغربية" مساء اليوم مجموعة من السكان يقطنون غير بعيد عن موقع الحادث، ينقلون بعض حاجياتهم وأثاثهم عند بعض أقاربهم، لحمايتها وتأهبا لأي طارئ أو أوامر قد تأتي من لدن السلطات بإخلاء هذه المنازل أيضا. وقام مجموعة من القاطنين بالمنقطة، أمام هذه الوضعية، بتنظيم وقفة احتجاجية، رافعين شعارات من قبيل "هذا عار هذا عار العائلات في خطر"، مطالبين بإيجاد حل عاجل لوضعيتهم، وحماية أرواحهم المهددة في أية لحظة. من جهته، قال عبد الجليل أبا زيد، نائب رئيس مقاطعة الحي المحمدي، المكلف بالتعمير، إنه جرى فتح مركز رعاية المسنين من أجل إيواء الأسر المتضررة (المبيت والأكل) خصوصا مع أوضاع الطقس الصعبة، إضافة إلى قيام عدد من أبناء الحي المحمدي بمؤازرة الأسر المتضررة، وإيوائها. واعتبر أبا زيد، في تصريح ل"الصحراء المغربية" أن ما وقع كارثة استثنائية، رغم أن انهيار بعض المنازل كان متوقعا بالنظر إلى قدم الحي، وأن بناء المنازل يعود إلى أزيد من 100 سنة. وأوضح أن السلطات أخلت لحد الآن 7 منازل مجاورة لموقع الحادث، وتبين أنها مهددة بالانهيار، مشيرا إلى صدور قرارات بالإخلاء والهدم في حق كل المنازل المصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط، بناء على الخبرة التي قامت بها لجنة تقنية مختصة. وأعلن أبا زيد أنه بصفته واحد من أبناء الحي المحمدي، ومكلف بالتعمير، سيقترح على المجلس المسير أن يوجه رسائل إلى الجهات المختصة من أجل إعادة هيكلة درب مولاي الشريف الذي يمثل نقطة سوداء بالمنطقة إلى جانب سوق الدواجن. يذكر أن حصيلة ضحايا انهيار منزل بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي بالدارالبيضاء ارتفعت إلى 3 قتلى من أسرة واحدة، بعد انتشال فرق الإنقاذ جثتي الأم وطفلها (5 سنوات) حوالي التاسعة من ليلة أمس من تحت الأنقاض. وكانت فرق الإنقاذ انتشلت جثة الأب بعد ظهر أمس، فيما تمكنت صباحا من إنقاذ شخصين أصيبا بجروح متفاوتة الخطورة، نقلا إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاجات. وتوسعت دائرة كارثة درب مولاي الشريف، لتشمل انهيار منزلين آخرين بشكل مفاجئ مساء أمس، بينما كانت فرق الإنقاذ منهمكة في البحث عن الضحايا المحتملين الذين كانوا ما يزالون تحت أنقاض المنزل الذي انهار صباحا. ودب الرعب والخوف في نفوس عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والأمنية التي كانت تؤمن عمليات الإنقاذ والتنقيب، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام والهلال الأحمر وسكان المنطقة، بعد انهيار مفاجئ للمنزلين المجاورين للمنزل المذكور، ولحسن الحظ أن الجميع فر هاربا للابتعاد عن حطامهما، والنجاة بأنفسهم، وإلا كانت ستقع كارثة حقيقية.