حددت الخبرة حوالي 700 منزل، تقطنها 3000 أسرة، في خانة (أ)، بالنسبة إلى المنازل الآيلة للسقوط، وتسلمت الأسر قرارات الهدم، ما يستوجب إخلاء هذه المنازل. أكد ذلك ل"المغربية" كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط في الدارالبيضاء، الذي ذكر أنه جرى إخلاء جل المنازل المصنفة في خانة (أ)، مؤكدا تسليم حوالي 250 شقة للأسر المستفيدة، من قبل شركة "صوناداك"، في حين ستسلم حوالي 390 شقة لاحقا، 350 منها لباقي الأسر خلال فبراير المقبل، حسب ما التزمت به شركة "صوناداك"، وقرابة ال40 من قبل شركة إدماج سكن لأسر قاطنة داخل الأسوار. وشدد الديساوي على أن البرنامج الاستعجالي المحلي لإعادة إيواء قاطني المدينة القديمة لن يحل المشكل لوحده، داعيا إلى ضرورة تدخل الدولة للمساهمة في إعادة إسكان هذه الأسر، عن طريق الصندوق الاجتماعي للسكن، الذي يمول من ضريبة الإسمنت، وضريبة المقالع، لإنقاذ حياة المواطنين من الخطر. ويضع سكان معظم أحياء المدينة القديمة، في مقاطعة سيدي بليوط، أيديهم على قلوبهم، مع تهاطل الأمطار على العاصمة الاقتصادية، مخافة تهاوي المنازل التي يقطنونها، خاصة المتداعية للسقوط في أي لحظة. وأفاد أحد قاطني المدينة القديمة أن درجة الخطورة تتضاعف مع تساقط الأمطار بغزارة كالتي نشهدها هذه الأيام، ما يساهم في تزايد التشققات والتصدعات، وما يجعل السكان يعيشون أوقاتا عصيبة ونهاية أسبوع بيضاء، مخافة أن تنهار المنازل فوق رؤوسهم. وذكر المصدر ذاته بحوادث الانهيارات التي وقعت بالمدينة القديمة، وأودت بحياة العديد من الأشخاص، مطالبا السلطات بتعجيل عملية استفادة السكان، خاصة القاطنين بالدور المهددة بالانهيار، لإنقاذ حياتهم من الموت الذي يتهددهم في أي لحظة. من جانبه قال كمال الديساوي إن "الوضع مستقر ولا وجود لحوادث انهيار"، مشيرا إلى أن الخبرات التي أنجزها المختبر العمومي للتجارب والدراسات، في إطار البرنامج الاستعجالي الذي اعتمد بعد توالي حوادث الانهيارات، مكنت من تحديد درجة الخطورة في المنازل التي خضعت للخبرة. تجدر الإشارة إلى أن وتيرة انهيار المنازل في المدينة القديمة تصاعدت، خاصة تلك المصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط، وكان أول حادث وقع في ماي المنصرم، وأودى بحياة 5 أشخاص، بعد انهيار منزل من 3 طوابق، في حي سيدي فاتح، تلاه حادث سقوط أجزاء من منزل مهجور بزنقة موحى وسعيد، ولحسن الحظ، أن المنزل لم يكن به سكان، بعدما رحلتهم شركة "صوناداك" في إطار عملية إعادة الإيواء بخصوص مشروع المحج الملكي، كما لم يصب أي أحد في هذا الحادث. وخلال الأسبوع الثاني من يونيو الماضي، استفاق سكان درب المعيزي بالمدينة القديمة، على حادث انهيار منزل آخر من 3 طوابق، خلف وفاة 4 أشخاص، وإصابة آخرين بجروح، لينضافوا إلى قائمة ضحايا الدور الآيلة للسقوط.