استفاق سكان درب مولاي الشريف بالحي المحمدي بالدارالبيضاء، صباح اليوم الجمعة، على دوي انهيار منزل من ثلاثة طوابق مدرج ضمن الدور الآيلة للسقوط، فوق رؤوس بعض قاطنيه، تزامنا مع الأمطار القوية التي تهاطلت على مدينة الدارالبيضاء، وتسببت في فيضانات وألحقت خسائر مهمة بعدد من المنشئات. وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال مصاب بجروح متفاوتة الخطورة من تحت أنقاض المنزل، الذي تهاوى معه جزء من منزل مجاور له مهدد هو الآخر بالانهيار، كما جرى انتشال جثة شخص آخر بعد ساعات من التنقيب والبحث. وجرى نقل الضحية الذي انتشل حيا إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاج، في حين واصلت عناصر الوقاية المدنية بعد ظهر اليوم مجهوداتها لانتشال ضحايا محتملين ما يزالون محاصرين تحت الأنقاض بالاستعانة بآليات حديثة للتنقيب، وفرقة للكلاب المدربة. وتحدثت مصادر من عين المكان، أن شخصا وزوجته وابنته ما يزالون تحت الأنقاض، مشيرين إلى أن الزوج تمكن من إنقاذ أمه وشقيقه المعاق وطفليه، وقام بإخراجهم من المنزل بعدما شعر بالاهتزاز، غير أنه بعد عودته لإخراج زوجته وطفله حوصر معهم تحت الأنقاض. ويضع العديد من سكان المنطقة أيديهم على قلوبهم خوفا من أن تنهار المنازل التي يقطنون بها، والتي تصنف غالبيتها ضمن الدور الآيلة للسقوط. وأكد العديد من السكان أن شقوقا وتصدعات ظهرت ببعض الجدران، كما انهار جزء من الطابق الثاني لمنزل يوجد بالزنقة 20 وتضرر منزل آخر بالزنقة 3. وعاينت "المغربية" تضرر البنايات المجاورة للمنزل المنهار، وهو ما بات يشكل خطرا على حياة السكان، وجعل العديد منهم يطالبون السلطات المختصة بإخلاء هذه المنازل، مع إيجاد حلول عاجلة للقاطنين بها. وقال عبد الجليل أبا زيد، نائب رئيس مقاطعة الحي المحمدي، إن المنزل المنهار صدر في حقه قرار بالإخلاء سنة 2012، كما صدر في حقه سنة 2017 قرار بالهدم، وأضاف أبا زيد، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أنه يجرى تبليغ صاحب الملك والمكترين به، بكون المنزل يشكل خطرا على حياتهم، وآيل للسقوط، لكنهم يمتنعون عن تنفيذ قرار الإخلاء. وأوضح أن البنايتين المجاورتين للمنزل المنهار سواء على اليمين أو الشمال صادر في حقهما أيضا قرار الإخلاء والهدم، مشيرا إلى أن مثل هذه القرارات صادرة في حق عدد كبير من المنازل الآيلة للسقوط بدرب مولاي الشريف. وانتقل عامل عمالة عين السبع الحي المحمدي إلى موقع الحادث للوقوف على عملية الإنقاذ. وجندت المديرية الجهوية للوقاية المدنية عددا مهما من عناصر الإنقاذ، مشكلين من عناصر الوحدة الجهوية المتنقلة، ووحدة عين السبع، وفرقة الكلاب المدربة، مدعومين بوسائل حديثة للتنقيب والاستشعار. كما جرى استقدام آليات للمساعدة في عمليات التنقيب، وإزالة الحطام.