وذكر بوهلال، الذي كان يتحدث خلال حفل التنصيب الرسمي لإدواردو بادرون بصفته قنصلا فخريا للمملكة المغربية بولاية فلوريدا، بأن المغرب كان أول بلد اعترف باستقلال الولاياتالمتحدة سنة 1777. وأبرز أن البلدين وقعا في 28 يونيو 1786 اتفاقية سلام وصداقة، التي تظل الأقدم في تاريخ الولاياتالمتحدة، مضيفا أن هذه الاتفاقية، التي صادق عليها الكونغرس، وقعها رجلان سياسيان أصبحا في ما بعد رئيسين للولايات المتحدة، هما جون أدامس وطوماس جيفرسون. ولاحظ بوهلال أن المغرب والولاياتالمتحدة وقعا سنة 2004 اتفاقية للتبادل الحر التي "فتحت فصلا جديدا" في علاقات التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2006، وضع أسس عهد جديد للتعاون، لاسيما في مجال التجارة. في هذا السياق، قررت واشنطنوالرباط الدخول في مرحلة جديدة من علاقاتهما الثنائية من خلال إطلاق "حوار استراتيجي"، موضحا أن هذا الحوار يركز على القضايا السياسية والأمن والاقتصاد والتعليم وحوار الأديان. وخلال تقديم القنصل الفخري الجديد للمغرب بولاية فلوريدا، أبرز بوهلال في كلمة خلال الحفل، الذي تميز بحضور عضوي الكونغرس، ماريو دياز بالارت ولينكولن دياز بالارت، وعمدة مدينة ميامي، طوماس ريغالادو، المسار "المبهر" لبادرون الذي "سيضطلع بدور ريادي" في تمتين علاقات التعاون في مجال الأعمال والتربية والتعليم والثقافة والحوار بين الأديان. كما أوضح سفير المغرب بالولاياتالمتحدة أن بادرون يعد رئيس "ميامي ديد كوليج"، التي تعتبر أكبر مؤسسة للتعليم العالي بأمريكا، مضيفا أن القنصل الفخري الجديد قاد عددا من المبادرات "المبتكرة" في مجال التعليم واستراتيجيات التعلم مكنته من الحصول على عدد من الجوائز. وكانت مجلة (تايم مغازين) صنفت بادرون من بين "أفضل عشرة رؤساء جامعات" خلال سنة 2009، كما تم اختياره سنة 2011 من طرف (واشنطن بوست) من بين ثمانية رؤساء جامعات الأكثر تأثيرا بالولاياتالمتحدة. وأضاف بوهلال أن القنصل الفخري الجديد، الذي سبق وحصل على عدد من الاستحقاقات الدولية، خاصة بفرنسا والأرجنتين وإسبانيا، نال اعتراف الرئيس الأسبق بيل كلينتون باعتباره واحدا من أفضل المربين البارزين بالولاياتالمتحدة. كما تم تعيينه من قبل الرئيس باراك أوباما لترؤس لجنة البيت الأبيض حول جودة التعليم بالنسبة للأمريكيين من أصول إسبانية. من جهة أخرى، أشار الدبلوماسي المغربي إلى "الدور المهم"، الذي يضطلع به القناصل الفخريون في تعزيز صورة المملكة بالخارج، والفرص الموجودة لتعزيز التعاون القوي في مجال الأعمال والتعليم والثقافة. وقال بوهلال إن "عمل القناصل الفخريين عبر التراب الأمريكي يمهد الطريق نحو تعاون متين وتفاهم أكثر عمقا". وأعرب عن اعتقاده بأن التجربة "الفريدة" لبادرون وشبكته "الاستثنائية" ستسمح بتعزيز الشراكة بين ولاية فلوريدا والمغرب، وإرساء الجسور بين "الشعبين والثقافتين". من جهته، عبر القنصل الفخري الجديد للمملكة بفلوريدا عن "اعتزازه" بهذا التنصيب، الذي يشكل، على حد قوله، "تتويجا" لمساره المهني الطويل والغني. ونوه بادرون بالشراكة العريقة والمثمرة التي تجمع بين المغرب والولاياتالمتحدة، مشددا على إرادته القوية لتعزيز هذه العلاقات التاريخية بناء على القيم التي تتقاسمها الأمتان. وانتهز عضو الكونغرس الأمريكي، ماريو دياز بلارت هذه المناسبة للإشادة ب"الدينامية التي يشهدها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاسيما في ما يخص الاستراتيجية الناجعة للمملكة في مجال مكافحة الإرهاب"، كما يدل على ذلك إيقاف مواطن بلجيكي من أصل مغربي بالمحمدية له علاقة بمرتكبي الأحداث الإرهابية بباريس. وأكد دياز بلارت أن "الولاياتالمتحدة تعرف جيدا أنه بإمكانها الاعتماد على المغرب كحليف صديق". من جانبه، أبرز عضو الكونغرس، لينكولن دياز بلارت، الطابع "الاستثنائي" للعلاقات المغربية الأمريكية، مهنئا المغرب على اختياره إدواردو بادرون كقنصل فخري للمملكة بولاية فلوريدا. وأضاف أن بادرون "شخصية من الطراز الأول، لن يذخر جهدا في تعزيز الشراكة القائمة بين محور الرباطواشنطن". وبدوره، اعتبر طوماس ريغالادو، عمدة مدينة ميامي، أن تعيين بادرون كقنصل فخري للمغرب بفلوريدا "يدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمغرب"، مؤكدا على الروابط الخاصة التي تجمعه بالمغرب، البلد الذي زاره كصحافي. حضر هذا الحفل، على الخصوص، ممثلو السيناتور ماركو روبيو، المرشح للرئاسيات المقبلة، والسيناتور بيل نيلسون، وعضو الكونغرس فيديريكا ويلسون، وأعضاء الجالية المغربية المقيمة بفلوريدا، وممثلو السلك الدبلوماسي بفلوريدا.