أرجأت الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بالمحكمة الابتدائية بمراكش،أمس الخميس، محاكمة ثمانية متهمين يشتبه تورطهم في قضية انهيار جزئي لورش بناء متعلق بتوسعة مصحة استشفائية خاصة بزنقة سوريا وسط حي جيليز بمراكش، الذي أودى بحياة 4 عمال، إلى جلسة الخميس 19 نونبر الجاري، لمنح مهلة لهيئة الدفاع من أجل الإطلاع على وثائق الملف والشروع في مناقشة القضية. ويتعلق الأمر بكل من صاحب البناية، وهو طبيب يملك مصحة مجاورة لها، وصاحب المقاولة المكلفة بالبناء، والمهندسة المعمارية التي تولت إنجاز التصاميم المعمارية، والمسؤول القانوني عن مكتب الدراسات، بالإضافة إلى مهندس ومهندسة وتقنيين اثنين تابعين لمكتب المراقبة. وخلال هذه الجلسة، تقدم دفاع المتهمين بطلبات تقضي بتمتيعهم بالسراح المؤقت مقابل كفالة مالية، لتوفرهم على الضمانات الكافية لحضور جلسات المحاكمة، وهي الملتمسات التي أرجأت البت فيها إلى آخر الجلسة، لتعود وترفضها بعد المداولة محددة الخميس 19 نونبر تاريخا للجلسة المقبلة. وبعد مرور شهرين من التحقيقات في هذه القضية، أحالت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، المتهمين الثمانية على النيابة العامة صباح الخميس المنصرم في حالة سراح، وبعد إخضاعهم للاستنطاق من طرف أحد نواب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، تقررإحالة المتهمين على المحاكمة، والاحتفاظ ب 7 منهم رهن الاعتقال الاحتياطي، فيما قررت النيابة العامة متابعة مهندسة مدنية تعمل في مكتب المراقبة السالف ذكره في حالة سراح. وحسب معطيات حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن التحقيقات الأولية التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية في هذه القضية، أسفرت عن مجموعة من الأدلة والقرائن تكشف عن مسؤولية المشتبهم بهم الثمانية في الاختلالات التقنية التي أدت إلى انهيار البلاطة الخرسانية لسقف الطابق الخامس، على رؤوس العمال الذين كانوا يقيمون في البناية المنهارة. وأضافت المصادر نفسها، أن المحققون استندوا إلى التقارير التي أنجزتها كل من ولاية الجهة والمجلس الجماعي لمراكش، والوكالة الحضرية، فضلا عن الخبرات التقنية التي أنجزتها كل من المختبر العمومي للتجارب والدراسات والمجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين وجمعية المهندسين المدنيين. وتعود تفاصيل هذه القضية إلى يوم 11 شتنبر الماضي عندما انهارت العمارة التي كانت في طور البناء، والذي تعد جزءا من توسعة مصحة طبية خاصة، مخلفة مصرع حارس الورش، بالإضافة إلى ثلاثة عمال آخرين ظلوا تحت الأنقاض لأيام، قبل انتشال جثثهم، وإصابة ثلاث عمال بجروح متفاوتة الخطورة أحدهما تعرض لكسر في العمود الفقري.