سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فرق الإنقاذ تخمد حريقين غابويين بطنجة أتيا على 543 هكتارا من الغطاء النباتي رئيس المركز الوطني لتدبير مخاطر حرائق الغابات ينبه إلى خطورة الوضع ويدعوا المواطنين إلى حماية الثروة الغابوية
بذلت فرق مكافحة الحرائق خلال الأسبوعين الأخيرين مجهودات جبارة ليل نهار لإخماد حرائق غابوية تنامت وتيرة اشتعالها بشكل مخيف، آخرها حريقي غابة "الهرارش" بإقليم الفحص أنجرة، وغابة دار الشاوي بعمالة طنجة، والذين تمكنت فرق التدخل من السيطرة عليهما وإخمادهما.
وبفضل تعبة طائرات "كنادير" تابعة للقوات المسلحة الملكية و7 شاحنات صهريجية تابعة للوقاية المدنية وعدة عربات تدخل تابعة لمصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر، تمت السيطرة على النيران، التي اندلعت حوالي الرابعة من صباح أمس الأربعاء، والحيلولة دون انتشارها على مساحات أوسع بسبب هبوب رياح الشرقي. وقال فؤاد عسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير مخاطر حرائق الغابات، التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات - قطاع المياه والغابات-، إنه إلى حدود ظهر أمس الخميس تم تحويط الحريق بنسبة 95 في المائة، وأن المساحة المتضررة كحصيلة مؤقتة بلغت 48 هكتارا من الصنوبر الحبلي، مشيرا إلى تجند المئات من عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة وأعوان الإنعاش الوطني، والدرك الملكي، والسلطات المحلية. من جهة أخرى، أكد عسالي، في تصريح ل"الصحراء المغربية، السيطرة النهائية على حريق غابة دار الشاوي، بعد أن أتت النيران على 495 هكتارا، 70 في المائة منها مكونة من الأعشاب الثانوية. وأضاف أن أخر فرقة مداومة كانت مرابطة بمكان الحادث، غادرت ظهر اليوم الخميس، بعد التأكد نهائيا من إخماد جميع البؤر. وأوضح أن إشكالية حرائق الغابات باتت تشكل مصدر خطر على الثروة الغابوية وتهدد الطبيعة ككل، مبرزا أن تنامي الحرائق يحز في القلب، لأنه يدمر الثروة الطبيعية الغنية والمتنوعة التي حبى الله المغاربة بها، في حين أن عددا كبيرا من الدول تفتقد إلى مثيلاتها. ودعا فؤاد عسالي المواطنين إلى الوعي بأهمية هذه الثروة الغابوية وقيمة الأشجار، وضرورة الحفاظ عليها، وحمايتها من كل الأخطار التي تتربص بها، خاصة الحرائق التي تشتعل إما سهوا أو إهمالا أو عمدا أو انتقاما. وأكد رئيس المركز الوطني لتدبير مخاطر حرائق الغابات، على ضرورة تظافر الجهود من أجل زيادة التحسيس وتنمية الوعي لدى الجميع بهذه المعضلة التي تتربص بالغابات، لأن هذه الأخيرة هي حاضر ومستقبل المغاربة. وأفاد أن التهور يجعل الدولة تدفع الثمن غاليا، من خلال تدمير المئات من الهكتارات، وتعبئة إمكانيات مهمة لإخماد الحرائق، من عناصر بشرية، وطائرات، وشاحنات، وآليات، ومعدات لوجيستيكية، وغيرها. واستغرب فؤاد عسالي تنامي عدد الحرائق الغابوية في الآونة الأخيرة، وتوقيت إشعالها، وكذا اختيار مناطق تكون مهيئة للانتشار بسرعة وعلى مساحة واسعة، ما يصعب من مهام فرق الإنقاذ التي تجاهد بأرواحها في سبيل إنقاذ هذه الثروة.