تمكنت فرق الإنقاذ، وبعد مجهودات جبارة بذلتها طيلة أزيد من 12 يوما، من إخماد الحريق الغابوي الكبير الذي اندلع بغابة تازروت بإقليم العرائش (يوم 25 غشت المنصرم)، وامتد إلى غابة تاناقوب بإقليم شفشاون. وقال فؤاد عسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير مخاطر حرائق الغابات، التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات - قطاع المياه والغابات-، إن الحريق تمت السيطرة عليه بصفة نهائية وإخماده بالكامل، يوم الأحد المنصرم، مشيرا إلى أن المساحة الإجمالية المتضررة، بلغت حسب تقديرات القمر الاصطناعي، 1670 هكتارا. وأوضح عسالي، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن فرق الإنقاذ المشكلة من 480 عنصرا، ينتمون إلى الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والقوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة، وأعوان الإنعاش الوطني، والسلطات المحلية، والدرك الملكي، بالإضافة إلى مساعدة السكان، بذلت مجهودات جبارة لتحويط الحريق، والحيلولة دون انتشاره على مساحات أوسع، بسبب حالة الطقس التي ساهمت في انبعاث السنة اللهب من جديد في عدة بؤر. وأفاد عسالي أن الفرق ظلت مجندة ومرابطة طيلة أزيد من 12 يوما، مدعومة بطائرات من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي، و"الكانادير" تابعة للقوات الملكية الجوية، قبل أن تتأكد بشكل نهائي، يوم الأحد المنصرم، من إخماد جميع بؤر الحريق. وقبل حوالي يومين على إخماد هذا الحريق الكبير، اندلعت يوم الجمعة المنصرم، شرارة حريق غابوي آخر هذه المرة بغابة دار الشاوي بطنجة، حيث أتى في حصيلة مؤقتة على حوالي 495 هكتارا من الغطاء الغابوي، 70 في المائة منها مكونة من الأعشاب الثانوية. وبحسب فؤاد عسالي، جرى تجنيد 150 عنصرا من الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والقوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة، وأعوان الإنعاش الوطني، والسلطات المحلية، والدرك الملكي، لإخماد هذا الحريق مسنودين بثلاثة طائرات تابعة لكل من القوات الجوية الملكية والدرك الملكي. وذكر عسالي أن السكان المحليين لعبوا دورا مهما في تحويط الحريق بتنسيق مع السلطة المحلية، إذ تجند حوالي 120 شخصا لتقديم الدعم والمساعدة لفرق التدخل خصوصا على مستوى نقط الحريق الحساسة والقريبة من السكان. وأعلن رئيس المركز الوطني لتدبير مخاطر حرائق الغابات، أنه لم يتم إخماد الحريق بشكل كامل، مشيرا إلى التحكم فيه بنسبة كبيرة تصل إلى 98 في المائة إلى حدود ظهر اليوم الثلاثاء. وتطرق عسالي إلى مشكل هبوب رياح شرقية من شأنها أن تجعل الحريق ينبعث من جديد، وهو الأمر الذي يجعل الفرق المرابطة بمكان الحادث في حالة استنفار من حدوث أي تطورات مفاجئة.