بلغ عدد الحرائق الغابوية المسجلة على الصعيد الوطني منذ فاتح يناير 2014، وإلى حدود نهاية يونيو المنصرم، 145 حريقا غابويا، دمرت مساحة بلغت حوالي 265 هكتارا. وقال فؤاد عسالي، رئيس مصلحة وقاية الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إن آخر حريق غابوي سجل، صباح أول أمس الثلاثاء، في تطوان، وبالضبط ضواحي واد لاو، بمنطقة بوصيدونة، جماعة بني سعيد، ودمر 7.4 هكتارات، قبل السيطرة عليه وإخماده. وأضاف عسالي، في تصريح ل"المغربية"، أن فرق التدخل الميداني معززة بطائرتين من نوع "كنادير" تابعتين للقوات الملكية الجوية، تمكنت من تحويط الحريق، والحد من انتشار ألسنة اللهب، رغم الصعوبات التي واجهتها بسبب قوة الرياح، مشيرا إلى أن ألسنة اللهب التهمت 4 هكتارات مكونة من البلوط الفليني، و3.4 هكتارات من الأعشاب الثانوية. وأوضح عسالي أن فرق التدخل كانت مشكلة من عناصر الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والقوات المساعدة، والسكان، والسلطات المحلية. ولاحظ عسالي أن عدد الحرائق المسجلة منذ بداية السنة إلى حدود الآن شهدت تراجعا مهما في المساحة المتضررة، بمعدل 265 هكتارا، مقابل 540 هكتارا في السابق، بفضل نجاعة وسرعة التدخلات، رغم وجود ارتفاع طفيف في عدد الحرائق. وذكر رئيس مصلحة وقاية الغابة أن هذه الحرائق تمركزت بنسبة عالية في المنطقة الشرقية بمعدل 48 حريقا تضرر من جرائه 160 هكتارا، إذ بلغت في منطقة الناظور (23 حريقا)، وتاوريرت (13 حريقا)، مشيرا إلى أن منطقة الريف جاءت في المرتبة الثانية بمعدل 37 حريقا، تضرر منه 26 هكتارا، إذ وصلت في تطوان (15 حريقا)، وطنجة (9 حرائق). وبخصوص الأسطول الجوي الذي يتوفر عليه المغرب لمكافحة الحرائق، أعلن فؤاد عسالي أن المغرب أصبح يتوفر على 5 طائرات من نوع "كنادير بومباردي"، بعد توصله أواخر شهر ماي المنصرم بالطائرة الخامسة، مشيرا إلى أن هذه الطائرات، التي تتدخل على المستوى الوطني، لديها ميزة كبيرة، في سرعة ونجاعة التدخلات للسيطرة على الحرائق وإخمادها. وذكر عسالي أن أهمية هذه الطائرات، تكمن أيضا في كونها لا تحتاج إلى مطارات، ويمكن أن تحلق لمدة 3 ساعات متواصلة، وتتزود بالمياه من البحر أو السدود دون هبوط، مبرزا أنها تساهم بشكل كبير في تحويط الحريق، وتتميز بسرعة التدخل والتنقل والمرونة، لكونها طائرة مختصة في إخماد الحرائق الغابوية، وصنعت من أجل ذلك. وبحسب رئيس مصلحة وقاية الغابة، فإن طائرة "كنادير"، يمكن أن تتزود في كل حمولة ب 6 أطنان من المياه، إضافة إلى نسبة من المواد المثبطة لزحف النيران. وأوضح عسالي أنه إضافة إلى طائرات "كنادير"، هناك طائرات الدرك الملكي من نوع "تروش"، التي تساهم بدورها في إخماد الحرائق، مشيرا إلى أن الأسطول الجوي يتوزع على الصعيد الوطني، حسب تمركز الحرائق، وكذا بيانات الخرائط التي تتوقع خطورة اندلاع وانتشار الحرائق. وأكد عسالي تجنيد 1800 حارس غابوي خلال هذه السنة، من أجل الرصد والمراقبة والإنذار، لأن الإنذار كلما كان مبكرا، يتيح إمكانية التدخل بسرعة، لتحويط الحريق الذي تكون مساحة انتشاره صغيرة ومحدودة، مشيرا إلى وجود برنامج على المستوى الوطني للتحسيس لفائدة السكان المجاورين للغابة وعموم مرتادي الغابة، سيجري تكثيفه خلال فصل الصيف، لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، والتبليغ عن أي سلوكات غير مسؤولة من شأنها الإضرار بالغابة، لاتخاذ التدابير اللازمة في حينها. وتشكل خرائط الوقاية المسبقة من حرائق الغابات التي وضعتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، بتعاون مع مديرية الأرصاد الوطنية، آلية عمل لإطلاق الإنذار المبكر، ولجاهزية تموقع فرق المكافحة، وانطلاق التدخلات الأولية. يذكر أن سنة 2013 شهدت تراجعا في عدد الحرائق، وكذا المساحات التي اجتاحتها النيران، بمعدل تراجع يقدر ب5.35 هكتارات للحريق الواحد، مقارنة مع 8 هكتارات للحريق الواحد في العشر سنوات الأخيرة. وبلغت المساحة الغابوية المتضررة من الحرائق، حسب حصيلة سنة 2013 للحرائق الغابوية بالمغرب، ما مجموعه 2207 هكتارات من الغابات، نتيجة 411 حريقا وطنيا.