بلغ عدد الحرائق الغابوية المسجلة على الصعيد الوطني، منذ بداية سنة 2012، وإلى حدود الآن،61 حريقا، دمرت مساحة بلغت حوالي 70 هكتارا، 25 في المائة منها مكونة من الأشجار، والباقي من الأعشاب الثانوية. وقال فؤاد عسالي، رئيس مصلحة وقاية الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إن المندوبية سجلت، خلال سنة 2011، ما مجموعه 606 حرائق غابوية، دمرت حوالي 3 آلاف و460 هكتارا، مشيرا إلى أن 64 في المائة من المساحة المتضررة مكونة من الأعشاب الثانوية، أي بمعدل 5.71 هكتارات في الحريق الواحد. وأوضح عسالي، في تصريح ل "المغربية" أن تقلص المساحة المتضررة يرجع إلى الكفاءة في التدخل السريع والجيد، إذ أن 85 في المائة من الحرائق المصرح بها جرى احتواؤها بالجدية والكفاءة اللازمين، وبذلك لم تتجاوز المساحات في كل حريق 5 هكتارات على أكثر تقدير. وبخصوص التوزيع الجغرافي للمساحات التي تعرضت للحرائق خلال 2011، أفاد رئيس مصلحة الغابة أن جهة الجنوب الغربي (أكادير، وتارودانت، واشتوكة وأيت باها، وتيزنيت وسيدي إيفني)، تأتي في مقدمة الجهات الغابوية التي مستها النيران ب 1230 هكتارا، متبوعة بالجنوب الشرقي ب 1214 هكتارا، في حين جاءت جهتا الشرق والريف في المرتبة الثالثة والرابعة على التوالي ب 348 هكتارا و202 هكتار. وأوضح عسالي أن خرائط الوقاية المسبقة من حرائق الغابات، التي وضعتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، بتعاون مع مديرية الأرصاد الوطنية، شكلت آلية عمل لإطلاق الإنذار المبكر، ولجاهزية تموقع فرق المكافحة، وانطلاق التدخلات الأولية. وأضاف أن "هذه العملية مكنت فرق التدخل الأولي لمختلف القطاعات من التوصل بالإنذار ساعتين أو 3 من قبل، بالنسبة إلى 50 في المائة من الحرائق المندلعة، ما يثمن التحسن المهم في مسلسل الإنذار وفي درجة تفاعل جهاز المكافحة لمجموع الشركاء المعنيين: المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، ووزارة الداخلية (سلطات وإنعاش وطني ...)، والوقاية المدنية، والدرك الملكي، والقوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة، والقوات الملكية الجوية، والسلطات المحلية". وتتزايد وتيرة حرائق الغابات في فصل الصيف بشكل لافت، بالنظر إلى الظروف المساعدة على اشتعالها، ما جعل المندوبية السامية تضاعف، بتنسيق مع باقي المتدخلين، من تعبئة وحداتها، وتعزز أبراج المراقبة والرصد، لمكافحة هذه الحرائق المحتملة، والحد من فعاليتها في الوقت المناسب. وأعلن عسالي أنه من بين الإجراءات التي جرى اتخاذها خلال هذه السنة، رفع عدد الحراس الغابويين من 500 حارس موسمي، إلى ألف حارس خلال الصيف، جندوا من قبل المندوبية للرصد والإنذار المبكر، مشيرا إلى أنه كلما كان هناك إنذار مبكر، تكون عملية التدخل سريعة وناجعة، وبالتالي الأضرار خفيفة. وذكر المسؤول ذاته أنه جرت كذلك صيانة نقط الماء، وأبراج المراقبة، وكذا زراعة الغابات على امتداد 25 ألف هكتار، وإعادة تأهيل المسالك على 1750 كلم. وأضاف "سيجرى إطلاق، أيضا، حملة موسعة للتحسيس بميزانية من 9 ملايين درهم، وتوسيع استعمال خرائط المخاطر بنشرتين في اليوم على مجموع التراب، من أجل تموقع مسبق ونشاط فعال لفرق المكافحة، خاصة على مستوى النقط المحتملة لخطر حرائق الغابات، ستتمركز هذه السنة أساسا في فاس بولمان، والشرق والأطلس المتوسط". وأبرز عسالي أنه سيجري تعزيز التجهيزات، خاصة سيارات التدخل الأولي (92 سيارة)، والشاحنات والناقلات الخاصة بحرائق الغابات، بالإضافة إلى الحرص على جاهزية المطارات والمواد المعطلة، وتعبئة الأسطول الجوي، بتسخير الطائرات الحاملات (C130)، ذات الحمولة (من 10 إلى 11 طنا). وأكد رئيس مصلحة الغابة أنه ستجري الاستعانة في الحرائق الكبرى بطائرتين من نوع كنادير تابعتين للقوات المسلحة الملكية، مشيرا إلى أن المغرب اقتنى 3 طائرات أخرى من النوع نفسه، توجد في طور اللمسات الأخيرة لتسلمها، للاستعانة في مكافحة الحرائق، خلال السنة المقبلة.