تزايدت حرائق الغابات، خلال شهر يوليوز الجاري، بتزامن مع تصاعد موجة الحرارة، والتهمت ألسنة النيران مساحات مهمة من الغطاء النباتي بغابات عدة، ومساحات خضراء، في كل من الحسيمة، ، وتطوان، وطنجة، وشفشاون، إضافة إلى شيشاوة، وكلميم، وميدلت. الإنذار المبكر يساهم في الحد من خطورة الحرائق (خاص) وتتزايد وتيرة حرائق الغابات في فصل الصيف بشكل لافت، بالنظر إلى الظروف المساعدة على اشتعالها، ما جعل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تضاعف، بتنسيق مع باقي المتدخلين، من تعبئة وحداتها، وتعزز أبراج المراقبة والرصد، لمكافحة هذه الحرائق المحتملة، والحد من فعاليتها في الوقت المناسب. وأتى آخر حريق اندلع، أول أمس الاثنين، بدائرة بويزكارن، بإقليم كلميم، على حوالي 20 هكتارا من العشب اليابس، و110 من أشجار الأركان. واندلع الحريق بمنطقة جبل كولي، بدوار اد بوتزوة، التابع لجماعة آيت بوفلن، وجرت السيطرة عليه، بفضل تعبئة وتدخلات السكان، وعناصر الوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والسلطة المحلية، والمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. وفي الحسيمة، التهمت ألسنة اللهب، يوم الأحد الماضي، ستة هكتارات من الغطاء النباتي، بدوار تافنسة، بالجماعة القروية إزمورن، قبل أن تتمكن فرق التدخل من السيطرة عليها وإخمادها. كما التهم حريق آخر اندلع، يوم الخميس الماضي، خمسة هكتارات من الغطاء الغابوي بدوار بني بشير، بالجماعة القروية كثامة بإقليم الحسيمة. وفي المنطقة الشمالية، تمكنت فرق التدخل، بكل من تطوان، وطنجة، وشفشاون، من السيطرة على أربعة حرائق غابوية اندلعت، يوم الخميس الماضي، مدمرة في تطوان، مساحة 3400 متر مربع، وطنجة 2500 متر مربع، وشفشاون مساحة هكتار. وفي شيشاوة، دمرت النيران أزيد من 25 هكتارا من أشجار البلوط، والحشائش اليابسة بالإقليم، خلال الأسبوع الماضي. وتسبب حريق آخر اندلع، الأسبوع الماضي، بإقليم ميدلت، في إتلاف حوالي 20 هكتارا من "الحلفاء"، بمنطقة جعفر- تداموت، بين الجماعة القروية زايدة ومدينة ميدلت. وبلغ عدد الحرائق الغابوية المسجلة على المستوى الوطني، ما بين شهري يناير وبداية شهر يوليوز الجاري، 213 حريقا غابويا، دمر مساحة 1133 هكتارا. وذكرت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، في بلاغ لها بهذا الخصوص، أن هذه المساحة تتوزع ما بين 287 هكتارا من المساحات الشجرية، و70 هكتارا من التشكيلات الثانوية، و776 هكتارا من الغطاء العشبي و"الحلفاء". وحددت المندوبية متوسط المساحة، التي التهمتها النيران في كل حريق غابوي، في 5.3 هكتارات، خلال تلك الفترة، مشيرة إلى أن 75 في المائة من المساحة، التي أتت عليها الحرائق، تتمثل في المساحات المعشوشبة والتشكيلات الثانوية. وبخصوص الاستعدادات والتعبئة لمواجهة حرائق الصيف، قال فؤاد عسالي، رئيس مصلحة وقاية الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، في تصريح سابق ل "المغربية"، إن هناك على المستوى الوطني ما يناهز 260 برج مراقبة متمركزة في الغابات، جرى تعزيزها، خلال هذه السنة، ب 20 برجا جديدا، إضافة إلى وجود عدد مهم من نقط التزود بالماء منتشرة بجميع الغابات، جرى تعزيزها، أيضا، هذه السنة ب 44 نقطة تزود جديدة. وأضاف عسالي أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر جندت حوالي 600 حارس غابوي، وعملت على صيانة ما يناهز 610 كلم من مصبات النار، إضافة إلى اقتناء سيارات جديدة للتدخل. وتقوم استراتيجية التدخل على نظام للمكافحة المتدرجة على أربعة مستويات، يقوم الأول على التدبير والتكفل باندلاع الحرائق من طرف مصالح المندوبية السامية عبر عربات التدخل الأولي والسريع، مدعومة بعناصر الوقاية المدنية. ويتعزز المستوى الثاني باللجوء، إن دعت الضرورة إلى ذلك، إلى طائرات الدرك الملكي بسعة 1.5 إلى 3 أطنان، لمعالجة بؤر الحرائق الأكثر أهمية أو التي يصعب الوصول إليها بالوسائل الأرضية التقليدية. في حين، تعمل القوات المساعدة، في المستوى الثالث، على حصر الحرائق على الأرض وحماية السكان والتجهيزات الحساسة، بينما تتدخل القوات المسلحة الملكية، مدعومة بطائرات (سي 130) ذات حمولة 12 ألف لتر، في المستوى الرابع، عندما يتعلق الأمر بالحرائق ذات الانتشار السريع، التي تتطلب استعمال مواد لتأخير أو الحد من تقدم النيران.