أفاد فؤاد عسالي، رئيس مصلحة وقاية الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، تسجيل 42 حريقا غابويا منذ بداية السنة، دمر ما يناهز 48 هكتارا، مسجلا وجود ارتفاع في عدد الحرائق مقارنة مع الفترة ذاتها من السنوات المنصرمة. وعزا عسالي، في تصريح ل"المغربية"، ارتفاع الحرائق إلى كثافة الغطاء النباتي لهذه السنة بفضل الأمطار التي شهدتها بلادنا خلال هذا العام، مشيرا إلى أن كثافة الغطاء النباتي، إضافة إلى ارتفاع موجة الحرارة، خاصة خلال الفترة المقبلة، من شأنه أن يهدد سلامة الغابة، إذا لم تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة من قبل مرتادي ومستعملي وجيران الغابة. بالمقابل، سجل عسالي انخفاضا في المساحة المتضررة، بفضل نجاعة وسرعة تدخل كافة الفرق المشكلة من عناصر المياه والغابات ومحاربة التصحر والوقاية المدنية والقوات المساعدة والدرك الملكي والسلطة المحلية والسكان، مدعومين بالفرق الجوية (طائرات القوات الملكية الجوية، والدرك الملكي). وذكر عسالي أن المندوبية السامية للمياه والغابات اتخذت جميع الاحتياطات والترتيبات من أجل العمل على التدخل الفوري والناجع لحماية الغابة، متوقعا أن تكون حرائق هذه السنة "صعبة" بسبب كثافة الغطاء النباتي وموجة الحرارة وتهور بعض مستعملي الغابة. ودعا عسالي مرتادي ومستعملي الغابة من مصطافين وفلاحين ومهنيين ممن يجاورون الغابة، إلى مضاعفة الحيطة والحذر لتفادي ما من شأنه أن يشكل شرارة خطر على حياة الغابة، والعمل على إخطار السلطات المختصة بشكل فوري بأي سلوك أو خطر يتهدد الغابة. وبخصوص تفاصيل آخر حريق اندلع، نهاية الأسبوع المنصرم، في غابة تامكة بتيلوكيت في إقليمأزيلال، أوضح رئيس مصلحة وقاية الغابة أن فرق التدخل المشكلة من 250 عنصرا، إضافة إلى طائرتين من نوع "كنادير" تابعة للقوات الملكية الجوية، تمكنت من تحويط الحريق ومحاصرته، مبرزا أن المجهودات مكنت من إخماده بشكل نهائي. وكانت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أفادت، بداية الشهر الجاري، أن حصيلة عمليات مكافحة حرائق الغابات برسم موسم 2014 "إيجابية للغاية"، حيث جرى تسجيل انخفاض ملموس في المساحات الغابوية التي أتت عليها النيران (1540 هكتارا في 460 حالة اندلاع حريق)، أي 3,3 هكتارات للحريق الواحد، مقابل 8 هكتارات خلال الفترة ما بين 1996 و2012. وأشار المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي، خلال اجتماع اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية، إلى أن هذه النتائج "التي تبعث على الارتياح" جاءت ثمرة تضافر جهود مختلف الشركاء المعنيين حول العمليات التابعة لاختصاصاتهم (المياه والغابات، والدرك الملكي، والقوات المسلحة الملكية، ووزارة الداخلية والقوات الملكية الجوية)، وكذا نجاعة وسرعة التدخلات في مواجهة حرائق الغابات بفعل توسيع تطبيق خرائط المخاطر الديناميكية والسكان في مجموع التراب الوطني. واستعرضت اللجنة التوجيهية، خلال الاجتماع ذاته، مختلف جوانب الاستراتيجية المعتمدة قصد التحرك في الآن ذاته على مستوى التحكم في النيران عبر سياسة الوقاية من المخاطر، وكذا في التدخل العملي المتمثل في تعزيز الرصد المبكر لاندلاع الحرائق والوسائل البشرية من خلال تعبئة أكثر من 1200 مراقب حرائق، إضافة إلى الوسائل المادية، خاصة الجوية (خمس كنادير). وخصصت المندوبية السامية غلافا ماليا في حدود 184,83 مليون درهم لبرنامج 2015 للوقاية ومكافحة حرائق الغابات. ويتمحور هذا البرنامج حول عدة تدخلات عملية ووقائية (تتصدى لأسباب اندلاع وانتشار حرائق الغابات)، ويتعلق الأمر أساسا بأشغال صيانة مصدات النار بالغابات وتهيئة نقط الماء، مع إنشاء وصيانة أبراج جديدة للمراقبة وتعبئة مراقبي الحرائق للإنذار باندلاع الحرائق. كما تحتل جوانب التحسيس مكانة مركزية في عمليات الوقاية من حرائق الغابات في موسم 2015، في حين سيجري الاحتفاظ بتدابير المراقبة والإنذار والتدخلات ضد حرائق الغابات التي وضعتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في أعلى مستوياتها.