أصرت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بشراكة مع جهة مراكش أسفي، على تنظيم الدورة الخامسة لملتقى المعمار عبر منصة تفاعلية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، خلال الفترة الممتدة مابين 15 و20 ماي الجاري، بالنظر لراهنية الموضوع في ظل أزمة كورونا المستجد "كوفيد19"، لمناقشة مجموعة من الأفكار والمواضيع العلمية التي تخص الهندسة المعمارية "للأرض الخام". وسيفتتح هذا الملتقى، يوم غد السبت بمحاضرات لخبراء دوليين ستتناول موضوع أهمية استعمال المواد الطبيعية والحيوية في البناء. ويأتي هذا النقاش استمرارا لمجموعة من البرامج واللقاءات الجهوية، التي أكدت على العناية بالتراث كرافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وضرورة تثمين مكانة الإرث الحضاري والتاريخي المتعلق بالصناعة التقليدية، والحرف، والعمارة، خاصة منها المتعلقة بالبناء و الهندسة المعمارية والتي جعلت من أولويات توصياتها، المساهمة في تكوين رؤية جماعية تشاركية، عبر تأهيل البنائين التقليديين (المعلمين)، ودعم قدراتهم التكوينية، وتقوية معارفهم، ودمجهم فعليا في برامج تكوينية تضمن نجاح نظرية الهندسة المعمارية المسؤولة، وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة من خلال الممارسات الجيدة، بالإضافة إلى إحياء وتأهيل حرف التراث وثقافات البناء الإفريقي في التراث المبني و السكني. وحسب المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، فإن الأزمة الصحية ل"كوفيد 19"، تشكل فرصة لاغتنام رسم مسار جديد ضروري لتجديد الممارسات الحالية في مختلف القطاعات التي تؤثر على الحياة السليمة للإنسان، وعلى المحافظة على البيئة بالدرجة الأولى، فهذه الأزمة العالمية، تكشف عن حدود نموذج التنمية الذي تحول حصراً نحو التركيزات الحضرية المفرطة من حيث عدد السكان والثروة في المناطق الحضرية. وتضيف المؤسسة، أن الحجر الصحي الحالي، وعلى الرغم من قصره، فهو يوضح ومن خلال الأمثلة المعاينة، الإحياء المحتمل للبيئة وأهمية التدخل البشري بشأن استدامة نظامنا البيئي، وإمكانية عكسه أو استرجاعه فيما يتعلق بالخيارات غير الحكيمة وعواقبها، وكيف يجب أن نخطط ونبني حاضرا ومستقبلا أفضل من خلال إدخال معايير أخرى غير انتعاش الاقتصاد.