أحيت الحفل الختامي لهذا المنتدى الموسيقي الغني والمتنوع بمسرح محمد الخامس ثلاثي نادية خاص (تونس/المغرب)، التي أدت وصلات من الربيرطوار الأندلسي لشمال إفريقيا، بصوتها الدافئ، الذي يسافر بالمستمع إلى الزمن الجميل، ويذكر بموسيقى العصر الذهبي الإسلامي. كما أحيى الحفل الشاعر والموسيقي المغربي، الذي ينتمي للجيل المحافظ على الفن الأصيل للروايس بسوس، علي فايق، رفقة مجموعة أمارك، التي أمتعت الجمهور بإبداعاتها الفنية، ثم الفنان التركي الهان ارساهين، وفرقة اجبشن بروجيت (مصر /فرنسا)، ومجموعة أوطوستراد الأردنية. كما تم إحياء حفل فني بقاعة النهضة، بمشاركة مجموعة من الفنانين المتميزين في عالم الموسيقى. وقال ابراهيم المزند، مدير ومؤسس منتدى "موسيقى دون تأشيرة"، إن هذا الملتقى الفني الدولي سيساهم بشكل كبير في إشعاع الرباط "مدينة الأنوار"، التي لها مؤهلات مهمة تمكنها من أن تصبح العاصمة الثقافية الإفريقية، بحكم عدد الأنشطة الثقافية والفنية، التي تحتضنها العاصمة، خلال السنة، مشيرا إلى أن مشاركة أكثر من ألف مهني في هذه الدورة يعد مفخرة لمدينة الرباط. وأضاف المزند في تصريح ل"المغربية" أن أهم رسالة يحملها تنظيم هذا المنتدى الدولي الموسيقي، هي الريادة المغربية في الميدان الثقافي. وأبرز مدير ومؤسس منتدى "موسيقى بدون تأشيرة" أن الفنانين الذين حضروا هذا المنتدى باختلاف ثقافتهم، ومن خلال الطاقة والأمل، اللذين ينعشانهم، دليل على المرونة الأصيلة التي تميز الموسيقى والثقافة، التين تعتبران ضرورية في الوقت الراهن. وشهدت هذه التظاهرة الفنية الدولية تنظيم ندوات تتناولت مواضيع مختلفة تهم الترحال الفني والبعد السياسي للثقافة والتمويل التشاركي، باعتباره وسيلة جديدة لتمويل المشاريع الثقافية وغيرها، وتسليط الضوء على العشر سنوات، التي مضت على توقيع اليونيسكو للمعاهدة التي تهم حماية وتعزيز التنوع الثقافي، فضلا عن تنظيم ورشات للمواكبة في مجالات تدبير المشاريع الفنية وتطوير الصحافة الثقافية. كما تم تنظيم لقاءات مهنية ومعرض لمهن الصناعة الموسيقية. كل هذه الأنشطة المتنوعة مكنت المهنيين وعشاق الثقافة من التبادل حول القضايا السوسيو-اقتصادية الخاصة بالثقافة في المنطقة في علاقتها بباقي دول العالم. وتميز منتدى "موسيقي دون تأشيرة" بتقديم 40 عرضا فنيا سلط الضوء على فنانين مغاربة، أفارقة، شرق اوسطيين، ومن دول تعيش بها أقليات إفريقية . فعلى مستوى الموسيقى المغربية، كان حضور الفنانة أوم، سداسي جمال نعمان، مجموعة مازاكان، وحميد الحضري، وفنان الراب ديزي ضروس، وفنان الروك جبارة، وعازف العود المرموق سعيد الشريبي، والموسيقي الأمازيغي علي فايق، ومجموعة البانك-روك هوسة، وثنائي مغربي-اسباني مع نبيلة معان وكارمن باريس، والصوت الأخاذ مليكة زارا. وتميز المنتدى بتكريم أربع مجموعات فنية من ضمنها الفنانة المغربية حادة اوعكي، وهي وجه معروف في الساحة التقليدية للأطلس المتوسط المعاصر، وعزيز السمحاوي، الذي يعتبر مصدر إلهام للعديد من موسيقيي الجيل الجديد في شمال إفريقيا، حيث لم يتوقف عن ترويج وتطوير التراث الشمال- إفريقي في قلب الأوركسترا الوطنية لباريس وبجانب جو زاوينول مع انفتاح قوي على الجاز والشعر. كما تم تكريم الفنانة المغربية رقية الدمسيرية، التي ساهمت في تطوير فن الروايس بسوس، وشهدت بفنها بالعديد من البلدان، وهي مرجعية في المدارس الكبرى للأغنية الأمازيغية، ثم مجموعة ماجيك سيستيم الإفوارية، التي هي اليوم نجمة في إفريقيا والعالم، وعينت سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة اليونسكو في غشت 2012.