قال ساجد، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عشية انطلاق الحملة الانتخابية، إن "الخبرة التي راكمها الحزب في تسييره للشأن الجماعي، بنيت على أساس أرضية سياسية، تتوخى استعادة ثقة المواطنين في مجالس جهوية وجماعية ذات مصداقية تحقق التنمية المجالية في جهاتنا وجماعاتنا". ومن أجل تحقيق هذا المبتغى، يضيف ساجد، وهو يشغل أيضا منصب عمدة الدارالبيضاء، يتعين التوجه نحو "الديمقراطية التشاركية" التي تعد مفتاحا لكسب ثقة المواطنين تجاه السياسات العمومية التي تهدف إلى إشراك المواطنين في تدبير الشأن المحلي و تطوير خدمات القرب الإدارية. وفي هذا السياق، عبر عن حرص حزبه على" زرع الأمل" في هذا الورش الانتخابي الذي يهم كل المغاربة، و تحفيزهم على الإقبال على المشاركة الفعلية في العملية الانتخابية، وتوفير مناخ إيجابي وحر وصحي لضمان سلوك انتخابي ملتزم بقواعد الشفافية والنزاهة، فضلا عن ضمان المساواة والحياد الإيجابي، يتجلى فيه بوضوح الخيار الديمقراطي الثابت، مؤكدا أن حزبه لعب دورا كبيرا في بلورة مختلف التصورات المتعلقة بالشأن العام وبكل أوراش الإصلاحات التي أطلقتها المملكة. واعتبر ساجد أن النتائج التي حققها حزب الاتحاد الدستوري خلال الانتخابات المهنية التي أظهرت بوضوح "مدى ارتباط المواطنين بمبادئ الحزب وبطريقة تدبيره للشأن العام التي ترتكز على الجهوية وعلى الفكر الليبرالي الاجتماعي، من أجل تشييد مجتمع متضامن منخرط بفعالية في الحياة العامة". وفي معرض حديثه عن البرنامج الانتخابي للحزب، أوضح ساجد أن برنامج الاتحاد الدستوري يتمحور حول خمسة محاور كبرى، يتجلى أولها في تنزيل الأنظمة الترابية بما يجعل منها جماعات ترابية قوية تحظى بمشروعية ديمقراطية وشعبية، ترسخ مبادئ التدبير الحر والتعاون بين الجماعات الترابية. في حين يرتكز المحور الثاني حول اعتبار الجماعات الترابية فضاء ديناميكيا يهيء الشروط لإحداث تنمية اجتماعية واقتصادية، كفيلة بأن تتجاوب مع انتظارات المواطنين، في مجالات التشغيل والتعليم والصحة والترفيه. ويقف المحور الثالث من هذا البرنامج على أهمية التعاطي الإيجابي مع انتظارات المواطنين للرفع من جودة الحياة بالمدن والقرى من خلال تطوير النقل، والإنارة، وفضاءات الترفيه، والعناية بالبعد البيئي والأحزمة الخضراء، والانخراط في الاقتصاد الأخضر. ويتضمن المحور الرابع ضرورة الارتقاء بأوضاع المدن والقرى المغربية على نحو يخول لها التحكم في نموها، ومصاحبة الهوامش ببرامج لإعادة التأهيل، قصد إدماجها في الورش التنموي الضخم الذي تنخرط فيه المملكة حاليا على أكثر من مستوى. ويؤكد المحور الخامس والأخير من البرنامج على ضرورة اعتماد المقاربة التشاركية في إعداد البرامج، والتواصل مع السكان لإدماجهم جميعا في المجهود التنموي لجماعاتهم الترابية. كما يلتزم حزب الاتحاد الدستوري بالاستجابة لانتظارات المواطنين من خلال النهوض بخدمات القرب، من صحة وتعليم وترفيه، مع النهوض وإضفاء دينامية على النشاط الاقتصادي في العالم القروي والمدن. ويتعهد الحزب، من خلال برنامجه الانتخابي، بمواصلة الأوراش التنموية المفتوحة، داخل المجالات الحضرية وفي العالم القروي، مع الاهتمام بالأولويات الملحة، سواء تعلق الأمر بالهوامش الحضرية أو بالمناطق النائية، وخصوصا بسكان الجبل. كما يؤكد الحزب على ضرورة إضفاء دينامية على التدبير الجماعي عبر تسهيل المساطر وابتكار حلول جديدة في التعاطي مع القضايا الاجتماعية الأكثر إلحاحا، مع الحرص على خلق آليات، وقنوات التواصل، بين المنتخبين وعموم المواطنين. وأوضح ساجد أنه يمكن تحقيق هذا البرنامج أساسا من خلال تقوية الشراكات المؤسساتية، وتطوير الشراكة مع المجتمع المدني، وتطوير تجهيزات القرب من خلال توفير ملاعب القرب وفضاءات اللعب لمختلف الفئات الاجتماعية، مع الحرص على الولوجيات لذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفا أن الحزب يعد بتطوير جاذبية الجهة عبر تعزيز البنيات التحتية، وإحداث مناطق للأنشطة الاقتصادية. وفي معرض حديثه عن مدينة الدارالبيضاء، اعتبر ساجد أن تحقيق الأوراش التنموية الكبرى بهذه المدينة العملاقة سيجعل منها عاصمة عالمية بامتياز، ومركزا تجاريا قادرا على استقطاب رجال الأعمال والشركات العالمية الكبرى. (و م ع)