بدأ مسلحو التنظيم الزحف على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار قبل أسبوعين وحذر مسؤولون محليون من أنها على وشك السقوط مما دفع أكثر من مئة ألف شخص إلى الفرار من منازلهم داخل المدينة وحولها. وقال مسؤولون أمنيون إن القوات العراقية أجبرت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على التقهقر من مناطق قرب مركز عمليات الجيش في الأنبار غير أن السيارات الملغومة ورصاص القناصة والهجمات الانتحارية تعيق استعادة القوات الحكومية للمناطق التي خسرتها الأسبوع الماضي. وقال ضابط عراقي تشارك وحدته في القتال "نخوض الآن حرب عصابات شرسة في الرمادي". وأضاف الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه أن المتشددين حفروا أنفاقا بين المنازل لاستخدامها في هجمات كر وفر. وقال فالح العيساوي، عضو مجلس محافظة الأنبار إن القوات العراقية تأخذ وقتها في التقدم لتجنيب عناصرها نيران القناصة. وقال صباح النعماني المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب العراقية التي تقوم بدور قيادي في المعارك لرويترز إن القوات استعادت بعض المواقع قرب وسط المدينة لكنها مازالت تقاتل لطرد المتشددين منها. وأضاف "إن هدفنا الرئيسي هو طرد إرهابيي داعش خارج المناطق السكنية نحو المناطق المفتوحة لجعلهم هدفا سهلا لقواتنا". ومني المتشددون بهزيمة كبيرة هذا الشهر عندما طردتهم القوات العراقية ووحدات الحشد الشعي من مدينة تكريت لكنهم أظهروا قدرة على الرد بالهجوم على الرمادي ومصفاة بيجي بشمال العراق أكبر مصفاة في البلاد. واستعادت القوات العراقية السيطرة على معظم مصفاة بيجي في مطلع الأسبوع لكن المتشددين توغلوا في الجزء الشمالي من المجمع الشاسع في وقت متأخر الثلاثاء الماضي واستولوا لفترة قصيرة على منشأة رئيسية. وقال عقيد في الشرطة لرويترز عبر الهاتف من داخل المجمع "تمكنا من صد هجوم داعش وطردهم من إحدى المنشات هذا الصباح لكن مازال لديهم موطئ قدم قرب البوابة الجنوبية للمصفاة ونحتاج للمزيد من التعزيزات للقضاء عليهم". وفي حادث منفصل قالت مصادر طبية وأمنية إن سيارة ملغومة انفجرت في حي الطالبية بشمال بغداد مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وجرح 13 آخرين. من جهة أخرى، قال الجيش الأمريكي إن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة استهدفت متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بسبع ضربات جوية من يوم الثلاثاء إلى صباح يوم الأربعاء وشنت 11 ضربة ضد الجماعة في العراق. وأفاد بيان صادر عن الجيش أول أمس الأربعاء أن ست ضربات في سوريا أصابت أهدافا بالقرب من كوباني ودمرت مواقع قتالية تابعة للدولة الإسلامية ومركبة وأعطبت وحدات تكتيكية. وفي العراق تركزت الضربات بالقرب من بيجي حيث أصابت وحدة تكتيتكية ومنشأة قيادة وسيطرة ودمرت شاحنة نفايات ودراجة نارية ومركبة مدرعة. وشنت قوات التحالف أيضا ضربات بالقرب من الفلوجة والرمادي وراوة وتلعفر.