أزالت المجموعات المسلحة التي يتصدرها تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)، الحدود فعليا بين سوريا، والعراق، بعد سيطرتها على أجزاء واسعة، في الجانبين. ويضم الشريط الحدودي بين البلدين في الوقت الحالي، أربعة معابر حدودية، هي “الوليد” بيد الجيش العراقي، و”بيشابور”، و”ربيعة”، الخاضعان لسيطرة قوات البيشمركة، فيما يسيطر (داعش)، على معبر “القائم”، في الجانب العراقي، إضافة إلى بوابة “البوكمال”، الحدودية المحاذية لها في الجانب السوري، ما يوفر طريقا مباشرة يربط بين البلدين، لعناصر التنظيم. ويبسط التنظيم سيطرته على رقعة واسعة، تمتد من مدينة الرقة السورية، وحتى الرمادي في العراق، حيث يتحكم بمدينة “منبج” بريف حلب، إضافة إلى مدينتي “الرقة”، و”دير الزور”، القريبة من الحدود العراقية، والتي تعد منطقة نفطية، فضلا عن سيطرته على قسم هام من المنطقة العربية السُنية في العراق. ويسيطر (داعش) في العراق على مدينتي الفلوجة والرمادي بمحافظة الأنبار، والموصل التي تعد ثاني أكبر مدن العراق، و تكريت التي تضم مصفاة “بيجي” النفطية، وتلعفر، وبعض المناطق في صلاح الدين وديالى. وفي معرض تعليقه على الموضوع، أوضح كاموران منتيك، الأستاذ بقسم العلوم السياسية بجامعة “صلاح الدين”، للأناضول، أن “الحدود العراقية، السورية قد زالت فعليا، وأن الحدود في الشرق الأوسط، تزول مع سيطرة (داعش) على أجزاء واسعة من الأراضي”، مضيفا: “هذا قد يؤدي إلى حرب بين القوى الأكبر في المنطقة، وآمل ألا يتحقق ذلك”. وأكد منتيك، ضرورة أن تتخذ تركيا، وإيران بصفتهما قوتان اقليميتان “موقفا مسؤولا”، إضافة إلى روسيا، والولايات المتحدة، بصفتهما قوتان عالميتان. ويُقدر عدد مسلحي داعش في العراق بستة آلاف، وفي سوريا بخمسة آلاف، ويتبنى التنظيم الفكر السلفي، ويهدف لإقامة دولة ضمن رقعة تضم أراضي سوريا، والعراق، وفلسطين، والأردن. ويُعد “داعش” الذي تأسس في العراق عام (2004)، ويتزعمه حاليا “أبو بكر البغدادي”، من أقوى المجموعات المسلحة في سوريا، والعراق.