تتواصل، اليوم السبت بفضاء المسرح الملكي بمراكش، فعاليات المهرجان الغيواني في دورته التاسعة بمشاركة وازنة لمجموعة السهام التي أطربت الجمهور الحاضر بوصلات غيوانية خالدة في ذاكرة كل مغربي عاشق للفن الأصيل والكلمة الملتزمة. وتميز حفل افتتاح هذه الدورة الذي تابع فقراته عدد من الفنانين المسرحيين، وعشاق الموسيقى الغيوانية، وجمهور غفير من محبي هذا اللون الغنائي الأصيل، بتقديم شريط يوثق لمختلف محطات المهرجان الغيواني في دوراته السابقة، من خلال الاحتفال بالفنان الاصبهاني مؤسس مجموعة جيل جيلالة، والفنان محمد البختي مؤسس مجموعة لمشاهب، والمرحومان حسن مفتاح عازف مجموعة جيل جيلالة والزجال محمد شهرمان في حياتهما، والفنان عمر السيد عميد مجموعة ناس الغيوان ، اعترافا بغزارة إبداعاتهم والتفاتة متواضعة إليهم، واعترافا بما أسدوه للأغنية الغيوانية من إبداعات كبيرة ما زالت راسخة في ذاكرة المغاربة. واستمتع الجمهور العريض الذي حج إلى المسرح الملكي، بأفضل أغاني مجموعة السهام المشهورة والخالدة، تجاوب معها الجمهور الحاضر بشكل فني رائع. ونجحت مجموعة السهام التي احتفلت بمرور 37 سنة على تأسيسها، وبقيت وفية لنهجها الذي يحافظ على الأسلوبي الغنائي الغيواني، في تقديم سهرة فنية مميزة أتحفوا من خلالها عشاقهم بباقة من أغانيهم المشهورة، التي تطرقت فيها إلى الأصالة المغربية، الهجرة وغيرها من القضايا العربية والإنسانية. وتعرف هذه التظاهرة الفنية المنظمة خلال الفترة الممتدة مابين 23 و28 يوليوز الجاري بمبادرة من مؤسسة المهرجان الغيواني بتعاون مع مقاطعة جيليز، وبدعم من وزارة الثقافة ومجلس جهة مراكشآسفي، ومجلس عمالة مراكش، والمجلس الجماعي، مشاركة العديد من المجموعات الغنائية الرائدة في هذا النوع الغنائي الملتزم، حيث ستتمكن الجماهير من الاستمتاع بوصلات غنائية تحيل على الزمن الجميل لفرق من طينة مجموعة مسناوة، الأرصاد، الغيوان مزاغان، المشاهب جيل جيلالة ،بنات لمشاهب ، وجوالة ومجموعات أخرى. وسيكون الجمهور المراكشي، طيلة أيام هذه التظاهرة الفنية، على موعد مع لحظات مميزة من الأغاني الغيوانية، يستعيد فيها ألق المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغنائي، التي طبعت مسار الفن المغربي، من خلال أمسيات موسيقية تحييها عدد من المجموعات الغنائية التي تعاطت للنمط الغيواني. وعلى مدى خمسة أيام سيعيش الجمهور المراكشي وزوار المدينة الحمراء وعشاق الموسيقى الغيوانية، مع ألوان موسيقية أصيلة من الأغاني التراثية الملتزمة للمجموعات الغيوانية المشاركة في هذه الدورة، التي أتبتث تجدرها في الموروث الفني والثقافي المغربي، كأحد مكونات الفن الشعبي. وتحتفي دورة هذه السنة بالفنان مبارك الشادلي عضو مجموعة لمشاهب المعروف بصداحة صوته و قلمه المتميز، الذي ساهم طيلة مساره الفني بالعديد من الأغاني الناجحة، تجاوزت 50 أغنية، أغنت ريبرتوار مجموعة لمشاهب من قبيل "حب الرمان"، "مجمع العرب"، و"يا اهلي"، و"الطالب"، و"جوال"، و"غارو منا"، "وعش النسور"، و"هادي والتوبة"، و"القارة السمرا"، و"البترول" و"إلى الأمام" وغيرها من الأعمال التي ستظل موشومة بذاكرة الفن المغربي الملتزم، اعترافا بما أسداه للأغنية الغيوانية من إبداعات كبيرة ما زالت راسخة في ذاكرة المغاربة. وحسب عبد الحفيظ البناوي، رئيس مؤسسة المهرجان الغيواني، فإن هذه التظاهرة الفنية، تسعى على غرار باقي الدورات السابقة للمهرجان، إلى إحياء ظاهرة الغيوان التي باتت ركنا فنيا باهتا في ظل ما عرفه العصر من متغيرات وأصناف موسيقية دخيلة تحظى باهتمام كبير من لدن جميع فئات المجتمع وخاصة منهم الشباب. وأضاف البناوي في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن أهمية هذا المهرجان تكمن في تمديد أيام المهرجان من ثلاثة ألى خمسة أيام، والانفتاح على المنطقة المغاربية بالإضافة إلى نقل المهرجان من مسرح دار الثقافة إلى المسرح الملكي لاستقطاب أعداد كبيرة من الجماهير عشاق الموسيقى الغيوانية. وأوضح البناوي أن النمط الغيواني لعب دورا بارزا في تطوير هذا الموروث وتحديثه وفي التعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية والقضايا العربية والسياسية، إذ عملت المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغنائي، على مزج بعض خصوصيات الفنون الشعبية التي يزخر بها التراث المغربي وتقديمها في قالب فني.