صدح صوت "القيثارة" في سماء العاصمة الرباط، ليلة أول أمس الخميس، في سابع أيام الدورة 13 لمهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، المنظم من قبل جمعية "مغرب الثقافات"، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. (سوري) فبعد أن حركت "قيثارة الخليج"، نوال الكويتية، وجدان عشاقها في فضاء النهضة، وعزفت على أوتار حضور من طراز خاص، محب للنغمة الكلاسيكية الأصيلة، اتخذت الفنانة الجزائرية سعاد ماسي في حفلها بالمسرح الوطني محمد الخامس، في اليوم نفسه، من آلة "القيثارة" وسيلة لإيصال أجواء قرطبة، في عرض ثنائي مع العازف إيريك فيرنانديز، وقدمت مجموعة من الأغاني الشجية للموسيقى والشعر الأندلسيين للقرن العاشر. كما منحت هذه الفنانة الجزائرية تكريما لثقافتها الموروثة عبر مقاطع راقت الحاضرين، بينهم المفكر عبد الله العروي. بدوره، تميّز أداء مغني "الراب" يوسوفا، بأسلوب مذهل عبر كلمات بنمط ثاقب ودقيق، إذ اتجه هذا الفنان الرائد في أسلوب "الهيب هوب" بفرنسا، نحو الجمهور، الذي صفق لأدائه طيلة العرض. وعلى الضفة الأخرى من نهر أبي رقراق، اهتزت منصة سلا ببرمجة مغربية عصرية، استهلها الفنان القادم من الدارالبيضاء، سي مهدي، الذي أمتع الجمهور بمزيج غنائي يضم موسيقى "الراي" وألحانا عصرية، إضافة إلى كلمات بالدارجة واللغة الفرنسية. وقدم الشاب قادر، ذو الأصول المغربية أغان رائعة بأسلوب "الراي"، تلاه الفنان دوزي، الذي أشعل صفوف المتفرجين بإيقاعات تمزج بين "البوب" و"الإلكترو"، وألحان من الجنوب، فضلا عن إيقاعات من الشمال. واكتشف الجمهور بقاعة "لارونيسونس" الفنان زين حداد وإبداعه الفني الأصيل، إذ أبان هذا الفنان التونسي عن موهبة صوتية فذة، أدى بها أجمل مقاطعه بألحان لأكبر نجوم الموسيقى الكلاسيكية. عاشت الرباط طيلة يوم الخميس المنصرم، على إيقاعات عروض الفانفار، التي أمتعت سكان المدينة، متعة جابت كل الشوارع الكبرى للعاصمة، استهلتها فرقة "ذا أولوايز درينكين مارشين باند'"، وتلتها فرقة طبول المغرب، التي مزجت بين الإيقاعات الموسيقية وفن الكوريغرافيا.