أحيت مجموعة جيل جيلالة، مساء أمس الأحد، بساحة الحسن الثاني بأرفود سهرة تراثية، في إطار الدورة العشرين لملتقى سجلماسة لفن الملحون المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. أمتعت مجموعة جيل جيلالة الجمهور الغفير، الذي حج إلى فضاء العرض لاسترجاع ذكريات الشباب مع هذه الفرقة، بكوكتيل من أغانيها القديمة والحديثة خاصة تلك التي يحفظها الجمهور من قبيل "الشمعة" و"العيون عينيا" و"السلام" و"الكلام المرصع". كما أن السهرة الختامية لهذا الموعد التراثي، الذي نظمته على مدى ثلاثة أيام وزارة الثقافة بشراكة مع عمالة إقليمالرشيدية، عرفت مشاركة منشدين متميزين لقصائد الملحون رفقة جوق مجموعة الأصالة لفن الملحون بمكناس التي استطاعت تسجيل حضور منتظم في عدة مهرجانات وتظاهرات وملتقيات محلية وجهوية ووطنية. واستطاع المنشدون سعيد مفتاحي وعبد الكريم الصادقي وحكيمة طارق بأصواتهم المتميزة من خلال أداء قصائد ملحونية ك"ناكر لحسان" و"شايق انزورك يا محبوبي" و"الكاوي" و"محبوب القلب" و"الزطمة"، أن يعرجوا بالجمهور الحاضر والمولعين بهذا اللون التراثي إلى عوالم العشق والجمال الصافي وفق إيقاعات خاصة ومواويل أصيلة. وتميز حفل الختام أيضا، بتوزيع جوائز مسابقة الإنشاد للأطفال أقل من 16 سنة، بحضور لجنة مكونة من أساتذة وباحثين ورواد الملحون من أجل تشجيع الناشئة على تملك هذا الفن وتذوقه عبر إذكاء روح الإبداع وتنمية المواهب. وتسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الملتقى السنوي صيانة هذا الفن العريق ليبقى ماثلا للأجيال القادمة حيث استطاع، بالحس المرهف لشعرائه ومنشديه، أن يلامس كل القضايا الإنسانية بعمق وبساطة متناهية. كما تتوخى المساهمة في تدوينه وتوثيقه عبر الوسائط المختلفة بما فيها الصوت والصورة وخلق فسحة للتواصل والتعارف بين مختلف الممارسين لهذا الفن. ويندرج تنظيم هذه التظاهرة الفنية في إطار التعريف بالموروث التراثي والثقافي لفن الملحون، الذي يعتبر رافدا أساسيا من روافد الذاكرة الفنية المغربية وتراثها الحضاري العريق.