كشفت الفنانة ثريا الحضراوي عن سعادتها بالحفل الذي ستقدمه اليوم الجمعة بدار الفنون بالبيضاء، الذي ستعانق من خلاله الجمهور المغربي، لافتة إلى أنها أحيت، أمس الخميس، حفلا بدار الفنون بالرباط. الفنانة المغربية ثريا الحضراوي قالت فنانة الملحون، في تصريح ل "المغربية"، إنها ستؤدي خلال السهرة قصائد من فن الملحون والأندلسي إلى جانب قطع من الغناء الصوفي رفقة أعضاء موسيقيين من مراكش والرباط، موضحة أنها ستقدم للجمهور كذلك وصلات غنائية غير مصحوبة بالموسيقى إذ ستمتع الحضراوي الحضور بصوتها الدافئ. وعن غيابها عن الجمهور، أكدت أنها لم تغب يوما عن الجمهور، إذ قامت أخيرا بعدة جولات في أوروبا، حيث شاركت في افتتاح تظاهرة ثقافية مغربية ببلجيكا، كما كانت لها مشاركة في الأسبوع الثقافي في اللوكسمبورغ. وعن نفيها للغياب عن الجمهور، أبرزت ثريا الحضراوي، في السياق ذاته، أن الساحة الفنية تفتقد مهتمين بتنظيم لقاءات تجمع الفنان بالجمهور قائلة "ليست لدينا إمكانيات لقاء الجمهور بشكل دائم. المهرجانات تستضيف بعض الفنانين، والبعض يظل حبيس الكواليس. أنا لست غائبة عن الجمهور، أعتبر نفسي حاضرة وموجودة، من خلال حفلاتي في أوروبا، أنا دائمة الحضور هناك، ويحز في نفسي أن يعانق الفنان الجمهور خارج الوطن ويلقى إقبالا هناك، في حين يبقى غريبا في وطنه". منظمو الحفلات هم الغائبون، هم أصلا غير موجودين كي أتحدث عن غيابهم أو حضورهم. مدينة الدارالبيضاء بهذا الحجم الكبير وبجمهورها العريض ينبغي لها أن تنظم ولو حفلا فنيا كل شهر تخصصه للتراث المغربي الغني بألوانه الإبداعية، من ملحون وأندلسي وأمازيغي. لدينا فضاءات واسعة وإمكانيات تنظيم حفلات ولو شهرية. وأضافت، في الصدد نفسه، أن الجمهور المغربي ذواق ويحب الفن ويعشق الفن الأصيل وفي ظل هيمنة مختلف الألوان الغنائية، يحتاج الجمهور إلى لحظات تعيده إلى زمن الفن الأصيل عبر استحضار التراث المغربي الغني، موضحة أنه بتخصيص أماكن خاصة بمثل هذه السهرات ولو مرة واحدة في الشهر، سيبقى هذا التراث حيا في ذاكرته. "مارست غناء الملحون والأندلسي والصوفي لأزيد من 25 سنة، وأعتز بهذه السنوات التي قربت فيها الجمهور المغربي من هذا التراث الأصيل. الجمهور المغربي يحتاج إلى العمل الجميل، والجيد، ويحن للتراث لأن هذا اللون الفني فوق كل الموجات. قائلة "الملحون والأندلسي مثله مثل الشعر الجاهلي أو قصص ألف ليلة وليلة، إذ كلما ظهرت أشكال إبداعية جديدة تساير العصر كلما حن الجمهور إلى الماضي، إلى التراث الذي يظل خالدا. فالتراث يستمر معنا ونمرره للأجيال المقبلة". عن جديدها الفني، كشفت الحضراوي أنها تشتغل على مشروع غنائي منذ أزيد من أربع سنوات، عبارة عن ألبوم غنائي يحمل أغاني بلمسة فنية جديدة، موضحة أنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليه لتطل على الجمهور بهذا العمل الذي تتمنى أن ينال إعجابه. دائما على مستوى جديدها الإبداعي، ستحيي الحضراوي حفلين فنيين بفرنسا في غشت المقبل، إلى جانب موسيقيين مغاربة، ستقدم خلالهما باقة من أغانيها التراثية.