تفتتح الفنانة ثريا الحضراوي، يومه الجمعة، الدورة الثانية لمهرجان "موسيقى العالم"، الذي ينظم بمدينة "أمرسفروت" بهولندا.وعبرت ثريا عن سعادتها بالمشاركة في افتتاح هذا المهرجان، متمنية أن يلقى حفلها إقبالا من قبل الجمهور. وقالت، في تصريح ل"المغربية"، إنه سيرافقها خلال هذا الحفل، الذي ستتخلله قصائد من فن الملحون ومقطوعات أندلسية، العازف الروسي سيمون ناباطوف، الذي وقع معها، أخيرا، ألبوم "سهرة حية في مدينة بوردو"، الذي يمزج صوتا يغني الأندلسي والملحون بآلة منفردة هي آلة البيانو، مشيرة إلى أنها ستقدم بعض المقطوعات الأندلسية، وقصائد الملحون، إذ ستغني للجمهور الهولندي "غيتة"، و"فاطمة"، إلى جانب قطع صوفية. سبق للفنانة الحضراوي أن التقت مع الجمهور الهولندي، إذ قامت بجولة في هذا البلد مع مجموعة الجاز "كرام"، وقدمت بعض أغانيهم في القناة الثانية الهولندية. كما غنت الفنانة المغربية، في مارس من سنة 2007، بأمستردام في إطار بينالي السينما نظمه متحف السينما الهولندي، أثناء عرض الفيلم الصامت "أطلانتيد"، للمخرج جاك فايدر، الذي صور سنة 1921، على أنغام موسيقى من وضع الملحنة الهولندية كوري فان بنسبيركر. وقدمت عروضا بألمانيا وشاركت في رحلة من أجل السلام على نهر الدانوب، غنت في كل العواصم، التي تطل على هذا النهر، رفقة الأوركسترا العالمية للدانوب، وقدمت سهرة في ديجون الفرنسية، وجولة أخرى في بلجيكا، وآخرها مع عازف البيانو، سيمون باناتوف. لقي هذا العرض نجاحا كبيرا نتج عنه قيام الفنانة بجولة، في هولندا سنة 2008، مع المجموعة الموسيقية نفسها، التي شاركت في عزف موسيقى الفيلم. وعن الاختلاف بين الجمهور المغربي والهولندي، كشفت ثريا الحضراوي أن الجمهور المغربي متتبع للموسيقى بكل ألوانها، فهو، حسب رأيها، ذواق ومصغي للإيقاع، إذ له علاقة غريبة مع الإيقاع، فهو جد متحمس، في حين أن الجمهور الهولندي يستمع للموسيقى بشكل مختلف، كونه غير متعود على هذا اللون الغنائي، كما أن القاعة تشهد صمتا رهيبا أثناء الحفل. وترى الحضراوي أن الجمهور الهولندي يتجاوب، بشكل كبير، مع الملحون والأندلسي، فأحيانا تفاجئه طريقة تقديم هذه السهرات، التي يعتبرها رائعة. وقالت "عندما أشارك في حفل فني يقدم ألوانا موسيقية أصيلة، فإنني أقدم في الوقت نفسه ثقافة عميقة وراقية، تحمل حضارة فن امتد لقرون ومازال حيا إلى اليوم. أعتقد أن الموسيقى تكسر الحدود والحواجز، وتلغي الخلافات، وتوحد الشعوب باختلاف ثقافاتها ولغاتها وحضاراتها". وأكدت أن الموسيقى تظهر الوجه الآخر لكل بلد، لأنها تختزل حضارته وتراثه، وتجد هذا التجاوب من خلال الحضور المتميز، الذي لا يتخلف عن موعد تقديم هذه السهرات التراثية. وترى أن الملحون سيظل يحتفظ بجمهوره، لأنه فوق الموجات، كما هو حال كل الأنواع الغنائية الموجودة في الساحة الغنائية، تأتي موجة وتذهب، ويبقى ما هو قوي. وأضافت أنه لا يمكن للملحون أن يستمر لوحده، إذ لا بد من إرادة قوية وعزم وصوت يحمله، فهو يحتاج إلى من يحمله لينقله إلى الأجيال الأخرى. من جانب آخر، أبرزت ثريا الحضراوي أنها ستشارك في "ليالي رمضان" من خلال حفلات ستحييها بأكادير، خلال شهر رمضان المقبل، كما تشتغل، حاليا، على ربيرتوار جديد يحمل أعمالا غنائية تتمنى أن تحظى بإعجاب الجمهور. يشار إلى أن فنانة الملحون ثريا الحضراوي عشقت الغناء منذ الصغر، واكتشفت صوتها وهي في التاسعة من عمرها، فاستبدت بها الرغبة في الغناء، وأخذت تحفظ الأغاني، التي كانت تسمعها آنذاك على أمواج الإذاعة، خاصة أم كلثوم... لكن عشقها للملحون جاء بعد ذلك بكثير.