بعد إحيائها حفلا فنيا بالقنيطرة أمس الثلاثاء، ستلتقي فنانة الملحون، ثريا الحضراوي، بجمهور الرباط يومه الأربعاء، حيث ستقدم حفلا غنائيا، إلى جانب الموسيقيين الفرنسيين، سيريل كامبون وفريديريك بوسكي. سيكون الجمهور على موعد مع غناء الملحون الممزوج بالعزف الفرنسي، إذ سيقدمون لوحة فنية لا تعرف الحدود، لأن الحفل سيدعو الجمهور إلى مغامرة إنسانية وموسيقية، تسافر عبرها الأغاني المغربية، لتمتزج بريبيرتوار أجنبي، وبالتالي تكتمل الصورة، ليعيش الجمهور على نغمات موسيقية متنوعة، تمزج أصالة الكلمة المغربية باللحن الفرنسي الجيد، لأن الموسيقى الجميلة تحمل دائما بداخلها التجديد والمعاصرة، وتعتبر في الوقت نفسه، تعبر عن أصالة فن الملحون، الذي ظل يحتفظ بمكانته لعقود عديدة. ومعروف على ثريا الحضراوي أنها فنانة تؤمن بأن الفن لا حدود له، فهي ترى أن الموسيقى هي لغة فوق كل اللغات، حيث تقول: "الموسيقى تأخذنا من حيث لا ندري، أيا كنا، لذلك فهي تجمع بين كل الناس مهما تباعدت جغرافيتهم". وتحرص فنانة الملحون، على تقديم أعمال مشتركة مع موسيقيين أجانب، إذ سبق أن أطلت على الجمهور رفقة موسيقيين روس، وهولنديين، وفرنسيين، يمثلون مشارف موسيقية مختلفة، حتى تقدم صوتها بكل ما يحمله من ثقافة فنية أصيلة. وترى ثريا الحضراوي أن فن الملحون سيظل يحتفظ بجمهوره، لأنه فوق الموجات، مشيرة إلى أنه كما كل الأنواع الغنائية الموجودة في الساحة الغنائية، تأتي موجة وتذهب، ويبقى ما هو قوي، والملحون لا يمكنه أن يستمر لوحده، إذ لا بد من إرادة قوية وعزم، وصوت يحمله، فهو يحتاج إلى من يحمله لينقله إلى الأجيال الأخرى. يشار إلى أن الحضراوي عشقت الغناء منذ أن اكتشفت صوتها وهي في التاسعة من عمرها، فاستبدت بها الرغبة في الغناء، وأخذت تحفظ الأغاني، التي كانت تسمعها آنذاك على أمواج الإذاعة، خاصة أم كلثوم... لكن عشقها للملحون جاء بعد ذلك بكثير... ويبقى الغناء أساسيا بالنسبة لها، لأنه بوصلتها في هذا العالم. صدر لثريا أخيرا، ألبوم جديد، عبارة عن سهرة فنية أحيتها في بوردو الفرنسية، إذ اشتغلت مع عازف البيانو، سيمون ناباتوف، من أصل روسي، ويقيم بألمانيا. والجديد في هذا العمل، هو مزج صوت يغني الأندلسي والملحون بآلة منفردة هي آلة البيانو، كذا الاشتغال بطريقة مختلفة عن أداء الملحون والأندلسي. تقول الحضراوي: "فالعمل هو ثمرة مجهود الاشتغال منذ أكثر من عشرين سنة على تراث الملحون والأندلسي، لأنه لولا العمل المستمر لما أمكن الوصول إلى هذا اللقاء مع عازف عالمي. كثيرة هي المشاركات, التي شاركت فيها خلال مساري الفني، ولا يمكنني حصرها". وقامت الحضراوي بجولة مع ملحنة هولندية معروفة، إلى جانب جولة أخرى مع مجموعة CRAM للجاز، دائما في هولندا. وقدمت عروضا بألمانيا، وشاركت في رحلة من أجل السلام على نهر الدانوب، حيث تقول "غنيت في كل العواصم، التي تطل على هذا النهر، رفقة أوركسترا العالمية للدانوب. وقدمت سهرة في ديجون الفرنسية، وجولة أخرى في بلجيكا، وآخرها مع عازف البيانو، سيمون باناتوف".