غادر أمير موناكو صاحب السمو ألبير الثاني، مساء الجمعة المنصرم، المغرب في أعقاب زيارة للمملكة استمرت ثلاثة أيام وتميزت بعدد من الأنشطة المكثفة. ولدى مغادرته مطار أكادير المسيرة، تقدم للسلام على سموه، والي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان، وعامل عمالة إنزكان آيت ملول، وقائد الحامية العسكرية، ووالي أمن أكادير، والقائد الجهوي للدرك الملكي، والقائد الجهوي للقوات المساعدة، والقائد الجهوي بالنيابة للوقاية المدنية. وكان صاحب السمو ألبير الثاني، أمير موناكو حل، بعد ظهر الأربعاء المنصرم، بالرباط، في إطار زيارة للمغرب استغرقت ثلاثة أيام على رأس وفد يضم، بالخصوص، مستشار الحكومة للعلاقات الخارجية والتعاون، جوزي باديا، والمستشار بالديوان الأميري، ديديي غاميردينجر، وممثلي عدد من المؤسسات في موناكو. وكان صاحب السمو ألبير الثاني أمير موناكو، قام بأنشطة مكثفة خلال مقامه بالمغرب، حيث زار، يوم الخميس المنصرم، مؤسسة شرق - غرب، التي تسعى إلى تشجيع الحوار والمساهمة في تعزيز التفاهم بين الحضارات. واطلع صاحب السمو ألبير الثاني أمير موناكو، خلال هذه الزيارة، على عدد من مشاريع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمؤسسة شرق غرب، والتي تم تمويلها من خلال التعاون مع حكومة إمارة موناكو. كما اطلع أمير موناكو، على المشاريع التي تقوم بتمويلها إمارة موناكو داخل هذه المؤسسة لفائدة اللاجئين وطالبي اللجوء السياسي. ويتعلق الأمر بمركز للاستماع والإعانة النفسية والاجتماعية، وحضانة، وروض، وجمعية للخياطة. كما ترأس أمير موناكو بهذه المناسبة، حفل التوقيع على اتفاقية جديدة بين إمارة موناكو والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تروم تحسين وضعية اللاجئين وتوفير حماية أفضل لهم في المغرب. وفي اليوم نفسه، قام صاحب السمو ألبير الثاني أمير موناكو، بزيارة للموقع الأثري شالة بالرباط. وخلال هذه الزيارة، قدمت لأمير موناكو، الذي قام بجولة بهذا الموقع الأركيولوجي، شروحات تتعلق بتاريخ هذا الموقع، الذي حظي بإعجاب كبير من قبل الأمير، والذي يؤوي بشكل خاص ما تبقى من المدينة الرومانية القديمة سالا ومقبرة المرينيين. وأبرز محافظ الموقع الأثري شالة، عبد القادر الشركي، أن هذه الزيارة شكلت مناسبة لإعادة اكتشاف تاريخ هذا الموقع، والحضارات المتعاقبة حتى عهد المرينيين. كما قام أمير موناكو صاحب السمو ألبير الثاني، مساء الجمعة المنصرم، بزيارة للمركز السوسيوتربوي للطفل المعاق بالدشيرة الجهادية، التابع لجمعية الطفولة المعاقة الذي يحظى بدعم من التعاون الدولي لإمارة موناكو منذ سنة 2010. وخلال هذه الزيارة، قام سموه بجولة لمعاينة عدد من مرافق ومصالح هذا المركز الذي يقدم خدمات تربوية وطبية وشبه طبية واجتماعية لما يربو على حوالي 130 من الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية. وبهذه المناسبة، قدمت لسموه جملة من التوضيحات بشأن هذا المركز ومهامه وأهدافه واستراتيجية عمله، فضلا عن مشاريعه الجديدة في أفق تحسين الخدمات والاستجابة المثلى لمطالب وتطلعات مرتاديه. كما عاين سمو الأمير سير عدد من المصالح التربوية والاجتماعية والطبية وشبه الطبية، فضلا عن عدد من الورشات التي تعنى بتقديم مساعدات تقنية مثل التكييف الوظيفي من أجل مساعدة الأطفال على التأقلم مع معطيات ومكونات محيطهم المباشر. ويشرف على تسيير هذا المركز، الذي يضم حوالي 130 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 4 و16 سنة، جمعية الطفولة المعاقة، وهي منظمة غير حكومية تأسست في سنة 1998 بهدف توفير رعاية تربوية واجتماعية وشبه طبية للأطفال وتسهيل اندماجهم في صيرورة التنمية الاجتماعية والتعريف بحقوق الأشخاص المعاقين. وتمكن هذا المركز، بفضل دعم التعاون الدولي لإمارة موناكو، من تحقيق عدد من المشاريع التي تهم بالأساس إدماج الأطفال في وضعية إعاقة جسدية أو ذهنية والنهوض بدور المجتمع المدني بما يكفل ضمان الشروط الاقتصادية والاجتماعية الملائمة لإدماج الشباب في وضعية إعاقة. وبهذا الخصوص، أشادت بنيديكت شوز، مديرة التعاون الدولي في حكومة موناكو، في تصريح للصحافة، بمستوى "مهنية هذا المركز"، معربة عن اعتزازها الكبير بما يقوم به من عمل متميز، ومشيرة في الآن ذاته إلى استعداد حكومة موناكو لمساندة هذا المشروع الذي تشرف عليه منظمة "إعاقة دولية". وقالت "إننا سعداء جدا وفخورون لأن المبادرة تجاوزت التوقعات وتقيم الدليل على إنجاز متميز". وقام صاحب السمو ألبير الثاني، يوم الجمعة المنصرم، بزيارة للمنتزه الوطني لسوس ماسة، حيث اطلع سموه على تقدم أشغال مشروع المحافظة على طائر أبو منجل الأصلع و على نتائج التطور الذي عرفه هذا الصنف من الطيور المهدد بالانقراض.