وقّع الحسين الوردي، وزير الصحة، وأنس هوير العلمي، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، ورئيس المجلس الإداري لشركة تهيئة زناتة، التابعة لمجموعة الصندوق، اتفاقية تتعلق بتطوير قطب الصحة بالمدينة البيئية زناتة. ويؤكد هذا المشروع جانب المنفعة العامة للمدينة الجديدة. وأفاد بلاغ، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص تهدف إلى توفير خدمات صحية مبتكرة تستجيب للاحتياجات الوطنية في هذا المجال، وتعزيز التكوين في مجال مهن الصحة في تخصصات دقيقة، وكذا خلق برامج في البحث والتطوير. ويتموقع هذا القطب المندمج، الذي يستجيب للمعايير الوطنية والدولية، في المرحلة الأولى لمخطط التهيئة العمرانية للمدينة الجديدة زناتة، وسيقع تطويره على مساحة تمتد على 10 هكتارات. وسيقدم هذا القطب عرضا متميزا من الخدمات الصحية الدقيقة، الموجهة لكافة شرائح المجتمع، عبر باقات من التخصصات الواعدة، وبأسعار في المتناول، وتسيير يستجيب للمعايير الدولية. وسيعلن عن طلب عروض دولي خاص بإبداء الاهتمام في يناير الجاري، لاختيار الفاعل المستثمر الذي سيشرف على تطوير هذا القطب الصحي لزناتة. وأضاف المصدر ذاته أن الاختيار سيكون على مرحلتين، المرحلة الأولى سيقع خلالها الانتقاء بناء على طبيعة نشاط الشركة والدافع وراء اهتمامها بالمشروع، ومدى إحاطتها وفهمها للمشروع، إلى جانب هيكلة عرضها القانوني والمالي، وفي المرحلة الثانية، سيتحدد الفاعل الذي سيشرف على تطوير القطب الصحي، بعد تقييم عرضه التقني والمالي. وسيقع تشغيل قطب الصحة، الذي يشكل مصدرا لفرص الشغل وقيمة مضافة عالية، بشكل يتكامل مع باقي الأقطاب الأخرى للمدينة البيئية، التي تتمثل في قطب التربية، والقطب التجاري، وقطب اللوجيستيك. كما سيشكل إحدى القاطرات المهمة للمدينة بفضل إشعاعه الجهوي والوطني والدولي. وتشرف شركة التهيئة زناتة، المنشأة في غشت 2006، على تصميم وإنجاز أشغال تهيئة المدينة البيئية زناتة، كما تعتبر المسؤولة عن التناسق العام للمشروع وتطويره وتنفيذه. وتبلغ مساحة زناتة حوالي 1860 هكتارا، وتقع في جماعة عين حرودة شمال مدينة الدارالبيضاء. وتمتد على طول ساحل المحيط الأطلسي على مسافة 5.35 كيلومترات، و3.5 كيلومترات، انطلاقا من المحيط في اتجاه الطريق السيار الدارالبيضاء- الرباط. وتتمتع زناتة بموقع جغرافي استراتيجي، إذ توجد في ملتقى اثنين من المدن الرئيسية، الرباط والدارالبيضاء. وتعد زناتة آخر منطقة في جهة الدارالبيضاء، التي تتوفر على احتياط عقاري من هذا الحجم، يمكن من تنمية عمرانية متكاملة ومتوازنة على المستوى السوسيو اقتصادي بين شرق جهة الدارالبيضاء وغربها. وهكذا، فإن المدينة تهدف إلى إنشاء قطب حضري جديد، يستجيب للتحديات المرتبطة ببروز وتوسع الطبقة المتوسطة، والعمل على تطوير الخدمات ذات القيمة المضافة العالية بالنسبة للجهة، وذلك من خلال مزيج يجمع بين المتطلبات الاجتماعية والمحيط. وسيقوم التموقع الاستراتيجي لزناتة على خمسة مرتكزات: 100 ألف منصب شغل، و300 ألف نسمة من الطبقة المتوسطة بالأساس، و4 أنشطة ذات قيمة مضافة عالية، وقطب التكوين والتعليم، وقطب الخدمات الصحية، وقطب اللوجيستيك، ونموذج عمراني متميز، وهوية بصرية ترابية قوية.