في مبادرة تروم الاستجابة للحاجيات المتزايدة للمواطنين والمواطنات في مجال الخدمات الصحية وفي أفق خلق مدينة جديدة متكاملة من حيث البنيات، وقع وزير الصحة البروفيسور الحسين الوردي وأنس هوير العلمي المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير ورئيس المجلس الإداري لشركة تهيئة زناتة التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير اتفاقية تخص تطوير قطب الصحة بالمدينة البيئية زناتة التي ستحتضنها الدائرة الترابية لجماعة عين حرودة الواقعة بملتقى اثنين من المدن الرئيسية بالمملكة هما الرباطوالدارالبيضاء. الاتفاقية تتعلق بتطوير قطب الخدمات الصحية بالمدينة البيئية زناتة يمتد على مساحة 10 هكتارات، يستجيب للمعايير الوطنية والدولية، ويوفر خدمات صحية مبتكرة تستجيب للاحتياجات الوطنية في هذا المجال، وتعزيز التكوين في مهن الصحة في تخصصات دقيقة، وخلق برامج في البحث والتطوير. وقال الوردي إن قطب الخدمات الصحية لزناتة سيقدم عرضا متميزا من الخدمات الصحية الدقيقة، الموجهة لكافة شرائح المجتمع، عبر باقات من التخصصات الواعدة، وبأسعار في المتناول وتسيير يستجيب للمعايير الدولية. وأشار الوزير إلى أن تطوير خدمات صحية على مستوى الجودة والكم في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، تتسم بالتشاور والتناغم والتكامل، يشكل الهدف الرئيسي لهذا القطب. من جهته، أبرز المدير العام لشركة تهيئة زناتة، أمين الحجوجي، أنه سيتم تشغيل قطب الصحة، الذي يشكل منشئا لفرص الشغل وقيمة مضافة عالية، بشكل يتكامل مع باقي الأقطاب الأخرى للمدينة البيئية والتي تتمثل في قطب التربية والقطب التجاري وقطب اللوجستيك، مضيفا أنه سيشكل أحد الرافعات الهامة للمدينة بفضل إشعاعه الجهوي والوطني والدولي. وأعلن الحجوجي أنه سيتم إطلاق طلب عروض دولي خاص بإبداء الاهتمام في شهر يناير 2014 وذلك لاختيار الفاعل المستثمر الذي سيشرف على تطوير هذا القطب الصحي لزناتة. وسيتم الاختيار بعد مرحلتين، المرحلة الأولى سيتم فيها الانتقاء بناء على طبيعة نشاط الشركة والدافع الذي يقف وراء اهتمامها بالمشروع، ومدى إحاطتها وفهمها للمشروع، إلى جانب هيكلة عرضها القانوني والمالي. ثم في المرحلة الثانية سوف يتم تحديد الفاعل الذي سيشرف على تطوير القطب الصحي بعد تقييم عرضه التقني المالي. من جانبه، ذكر العلمي أن مدينة زناتة، التي تسعى لأن تصبح نموذجا عمرانيا متميزا بهوية بصرية ترابية قوية، ستخلق 100 ألف منصب شغل وستحتضن 300 ألف نسمة تنتمي أساسا للطبقة المتوسطة من خلال أربعة أنشطة ذات قيمة مضافة عالية، مثل قطب التعليم، وقطب الصحة وقطب اللوجستيك، والقطب التجاري. وتقع زناتة، التي تبلغ مساحتها حوالي 1860 هكتار، في جماعة عين حرودة شمال مدينة الدارالبيضاء الكبرى. وتمتد على طول ساحل المحيط الأطلسي على مسافة 5.35 كيلومتر على ساحة المحيط و3.5 كيلومتر انطلاقا من المحيط في اتجاه الطريق السيار الدارالبيضاء -الرباط. وتعد زناتة آخر منطقة في جهة الدارالبيضاء الكبرى التي تتوفر على احتياطي عقاري من هذا الحجم، الذي يمكن من تنمية عمرانية متكاملة ومتوازنة على المستوى السوسيو-اقتصادي بين شرق جهة الدارالبيضاء وغربها. وتروم إنشاء قطب حضري جديد يستجيب للتحديات المرتبطة ببروز وتوسع الطبقة المتوسطة، والعمل على تطوير الخدمات ذات القيمة المضافة العالية بالنسبة للجهة وللوطن وذلك من خلال مزيج يجمع بين المتطلبات الاجتماعية والمحيط.