وقع أنس العلمي، المدير العام لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير، أول أمس الخميس بالرباط، اتفاقية شراكة مع كل من وزير الصحة الحسين الوردي، وأمين لهجهوج، رئيس المجلس الإداري لشركة تهيئة زناتة، من أجل تطوير قطب الصحة بالمدينة البيئية زناتة. وتهدف هذه الشراكة، يسجل أمين لهجهوج خلال لقاء إعلامي، «إلى توفير خدمات صحية مبتكرة تستجيب للاحتياجات الوطنية في هذا المجال، وتعزيز التكوين في مجال مهن الصحة في تخصصات دقيقة، وكذا خلق برامج في البحث والتطوير». كما تطمح يضيف الحسين الوردي، «إلى استقطاب الاستثمار الخاص إلى القطاع الصحي وفق القانون 10.94، بالإضافة إلى توفير قطب صحي مندمج ومتميز، بإمكانه منح عرض صحي مبتكر، وفي متناول الساكنة». ويرتقب أن يتبع تطوير القطب الصحي، يسجل أمين لهجهوج، «نفس الخطوات التي سلكتها شركة تهيئة مدينة زناتة لتطوير الأقطاب الأخرى للمدينة، وبالأخص القطب التربوي والقطب التجاري الذي تم توقيع اتفاقية تطويره مؤخرا»، وفي هذا الصدد، يضيف لهجهوج، «سيتم إطلاق طلب دولي لإبداء الاهتمام، ابتداء من الاثنين المقبل، لانتقاء الفاعل المستثمر الذي سيشرف على تطوير هذا القطب الصحي لزناتة». بالمقابل، سيمر انتقاء الفاعل المستثمر في تطوير هذا القطب على مرحلتين؛ تسجل معطيات صادرة عن الشركة، «سيتم خلال المرحلة الأولى، الانتقاء بناء على طبيعة نشاط الشركة والدافع الذي يقف وراء اهتمامها بالمشروع، ومدى إحاطتها وفهمها للمشروع، إلى جانب هيكلة عرضها القانوني والمالي. على أن يتم في المرحلة الثانية تحديد الفاعل الذي سيشرف على تطوير القطب الصحي بعد تقييم عرضه التقني المالي». من جانب آخر، سيقدم هذا القطب، تضيف معطيات الشركة، عرضا متميزا من الخدمات الصحية الدقيقة، الموجهة لكافة شرائح المجتمع، عبر باقات من التخصصات الواعدة، وبأسعار في المتناول، وتسيير يستجيب للمعايير الدولية. وفي هذا الصدد، سيتم تشغيل قطب الصحة بشكل يتكامل مع باقي الأقطاب الأخرى للمدينة البيئية؛ والتي تتمثل في قطب التربية، والقطب التجاري، وقطب اللوجيستيك. ويتموقع هذا القطب المندمج، الذي يستجيب للمعايير الوطنية والدولية، في المرحلة الأولى لمخطط التهيئة العمرانية للمدينة الجديدة زناتة، وسيتم تطويره على مساحة تمتد على 10 هكتارات. للإشارة، تتحدد مهمة شركة التهيئة زناتة، التي تأسست سنة 2006، في تصميم وإنجاز أشغال تهيئة المدينة البيئية زناتة بشكل شامل، كما تعتبر المسؤولة عن التناسق العام للمشروع وتطويره وتنفيذه. وفي هذا الإطار، تبلغ مساحة المدينة حوالي 1860 هكتارا، وتمتد على طول ساحل المحيط الأطلسي على مسافة 5.35 كيلومترات على ساحل المحيط. كما تتمتع زناتة بموقع جغرافي استراتيجي، إذ توجد في ملتقى مدينتي الرباط والدار البيضاء، وتهدف إلى إنشاء قطب حضري جديد، يستجيب للتحديات المرتبطة ببروز وتوسع الطبقة المتوسطة، والعمل على تطوير الخدمات ذات القيمة المضافة العالية على الصعيدين الجهوي والوطني، وذلك من خلال مزيج يجمع بين المتطلبات الاجتماعية والمحيط. وفي هذا الصدد، تطمح المدينة إلى خلق 100 ألف منصب شغل، واستقطاب 300 ألف نسمة، وتوفير أربعة أنشطة ذات قيمة مضافة عالية تتمحور حول قطب التكوين والتعليم، وقطب الخدمات الصحية، وقطب اللوجيستيك، ونمودج عمراني متميز، وهوية بصرية ترابية قوية.