تتيح المدينةالجديدة لزناتة٬ التي تعتبر أحد أكبر مشاريع التهيئة الحضرية الحديثة المنجزة على مستوى المملكة٬ إطار عيش نموذجي لسكانها وللأجيال المقبلة٬ اعتبارا لتصورها المبتكر وحرصها على جعل المعطى الإيكولوجي في مقدمة أولوياتها. (ماب) وتتميز مدينة زناتة٬ التي تواكب أبرز النماذج العالمية للتعمير والتهيئة الحضرية٬ بموقع استراتيجي متميز عند ملتقى محاور بنيات تحتية مختلفة٬ سواء منها الطرقية والسككية واللوجستيكية أو الجوية. خاصة وأن شركة تهيئة زناتة٬ وهي فرع لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير٬ تنكب منذ إحداثها سنة ٬2006 على التفكير في كيفية تصميمها وتهيئها وفق نموذج حضري مندمج ومتوازن. وقد التزمت شركة تهيئة زناتة بالمحافظة على الخصوصيات، التي تميز المنطقة٬ وذلك من خلال إطلاق برامج مهيكلة لإعادة إسكان 7000 أسرة تعيش في مدن الصفيح بزناتة٬ ونقل أنشطة 200 مقاولة صناعية٬ وإزالة المنازل التي تشغل الشاطئ بصورة غير قانونية. ولكون زناتة٬ المدينة البيئية ذات الخدمات المتعددة٬ تعتبر من المشاريع العمرانية الكبرى على الصعيدين الوطني والإقليمي والقاري٬ فإنها ستكون موجهة بالدرجة الأولى للفئة الصاعدة٬ وستتيح إحداث نوع من التمازج الاجتماعي والمعماري، حيث ستتيح٬ عند الانتهاء من المشروع٬ إيواء نحو 300 ألف نسمة وخلق 100 ألف منصب شغل. ويرتكز تطوير مدينة زناتة على إنشاء أربعة أقطاب للأنشطة المنتجة والمحدثة للثروة٬ ستكون بمثابة قاطرة للتنمية الحضرية المستدامة٬ وهي قطبا التعليم والخدمات الصحية والقطبان التجاري واللوجيستيكي. تجدر الإشارة إلى أن دراسة حول الوقع البيئي٬ أنجزتها شركة تهيئة زناتة٬ خلصت إلى أن مستويات تلوث الهواء بمدينة زناتة٬ وفقا للمعايير المحددة من طرف منظمة الصحة العالمية٬ هي أقل من المستويات المسجلة في مدينة الدارالبيضاء والمحمدية٬ مما يجعل منها منطقة مواتية لتهيئة حضرية نموذجية. وتعتمد مدينة زناتة تصميما هندسيا مبتكرا على كافة الأصعدة، حيث أنها تراعي كافة المعايير الدولية المعمول بها في مجال التهيئة الحضرية وتم تصميمها بشكل يتيح لها الانخراط في مسار مستدام من التطور٬ ويجعلها تستجيب٬ بشكل كلي٬ للمبادئ التوجيهية الرئيسية للميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة٬ وتحترم الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية للمدينة البيئية. ومن التوجهات الرئيسية التي قام عليها مشروع مدينة زناتة الجديدة٬ تشييد وحدات سكنية مخصصة للطبقة المتوسطة وإعادة إسكان 7000 أسرة تقطن بأحياء الصفيح والتخطيط لتشييد منطقة صناعية متطورة لاحتضان أنشطة 200 وحدة موجودة بالمنطقة بهدف المحافظة على مناصب الشغل، التي تؤمنها هذه البنيات الإنتاجية. وشكل الجانب البيئي أحد الانشغالات الكبرى للقائمين على وضع مخطط تهيئة مدينة زناتة الجديدة٬ حيث تم في هذا الإطار تخصيص 470 هكتارا من المساحات الخضراء على امتداد المدينة٬ وهو ما يمثل 30 في المائة من مساحتها الإجمالية٬ الأمر الكفيل بالمساهمة في تعزيز التنوع البيولوجي وتلطيف المناخ بالمنطقة، خاصة أنه سيتم إنشاء أحواض لتجميع مياه الأمطار داخل مساحاتها الخضراء٬ مما سيساهم في تغذية فرشة المياه الجوفية وإضفاء جمالية أخاذة على المناظر الطبيعية. إلى جانب ذلك٬ تم تصميم مخطط للنقل الحضري يحفز السكان على استعمال وسائل النقل الجماعي والحد من استخدام سياراتهم الخاصة٬ لاسيما أنه يتضمن إقامة محطة متعددة الوسائط (القطار٬ القطار الحضري٬ الترامواي٬ الحافلات٬ وسيارات الأجرة٬ وشبكة حافلات ذات وتيرة عالية). وسيمكن هذا المخطط من وضع مدينة زناتة في قلب شبكة النقل العمومي لمدينة الدارالبيضاء الكبرى. كما سيعمل على توفير مساحات خضراء على طول مسارات النقل العمومي٬ إلى جانب إنشاء ممرات خاصة بالراجلين ومسارات للدراجات العادية. وللإشارة٬ فسيتم تقسيم المدينة إلى مجموعة من التجمعات السكنية تضم كل منها ما يناهز 28 ألفا و500 نسمة٬ وتتوفر على كافة وسائل العيش والخدمات الضرورية من تعليم وصحة وتجارة وترفيه، فضلا عن تخصيص 5 في المائة على الأقل من المساحات الخضراء لكل واحد من هذه التجمعات.