قال أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز، إن أول هدف تسعى إليه الأكاديمية، قبل الحديث عن الجودة، هو أن يكون لأبناء وبنات الجهة حظهم من التمدرس. أضاف بن الزي، في حوار مع "المغربية"، أن الأكاديمية تراهن على إيصال المؤسسة والحجرة الدراسية إلى كل تلميذ، موضحا أن هناك أشياء كثيرة تحققت في هذه الجهة على غرار باقي الجهات. هل يمكن الحديث عن استراتيجية الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم لتدبير المنظومة التربيوية بجهة مراكش؟ استراتيجية الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز انطلقت من تشخيص واقع المنظومة التربوية بالجهة، باعتبارها منطقة قروية وجبلية بامتياز، عرفت مجموعة من الإنجازات، لكن، في الوقت نفسه، هناك مجموعة من الإكراهات تعانيها المنظومة، وبالتالي، فالرهان الأول، قبل الحديث عن أي شيء، هو إيصال المؤسسة والحجرة الدراسية إلى كل تلميذ، فنسبة التمدرس بالجهة مازالت بعيدة عن النسبة الوطنية، فضلا عن وجود حوالي 5 في المائة من التلاميذ غير المتمدرسين. إن أول هدف نسعى إليه قبل الحديث عن الجودة، هو أن يكون لأبناء وبنات الجهة حظهم من التمدرس، وبعد ذلك، يمكن إصلاح مجموعة من الأمور كالاكتظاظ، والأقسام المشتركة، ومحاولة توسيع العرض التربوي، وتحسين ظروف استقبال التلاميذ والأساتذة في الأقسام. كيف تعاملتم مع الاحتجاجات التي شهدتها المدينة، سواء من طرف نساء ورجال التعليم، أو أساتذة الخصاص؟ التعامل مع ما عبر عنه رجال التعليم بجميع فئاتهم، منه ما كان من اختصاص مدير الأكاديمية الجهوية، إذ عملنا على تدبير عدد من الملفات مع الشركاء الاجتماعيين بالحوار، وأنا على استعداد لإصلاح كل خطأ صدر من الإدارة في حق أي رجل تعليم. وهناك احتجاجات اعتبرها احتجاجات من أجل الاحتجاجات، وهذه بطبيعة الحال تعاملنا معها بصرامة، من خلال الاقتطاعات من الأجور، أما في ما يتعلق بأساتذة الخصاص، فهؤلاء إخوة أسدوا مجموعة من العمليات السنة الفارطة، وهناك حوار مستمر مع النقابات بخصوص ملف أساتذة الخصاص. ماذا عن توصيات المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بجهة مراكش؟ دورة المجلس الإداري للسنة الفارطة خصصت أساسا لمناقشة حصيلة الموسم المالي 2012/2013، ومشروع الميزانية، ووضع مشروع برنامج العمل لسنة 2014، وميزانية جهة مراكش، التي شهدت، رغم الصعوبة التي تعرفها ميزانية الدولة، نسبة زائد 6 في المائة في نسبة الاستغلال، وزائد 23 في المائة في نسبة الاستثمار. التوصية الأساسية التي خرج بها المجلس الإداري، هي مزيد من الوعي بأن شأن المدرسة هو شأن الجميع، وهذا ما وقع تجسيده في مجموعة من الأمور، سواء من طرف السلطات الترابية أو الجماعات أو المجتمع المدني، وعلى سبيل المثال، عرفت سنة 2013 اعتماد حوالي 90 مليون درهم من طرف الشركاء الآخرين للمدرسة، ونحن نسعى إلى المزيد، خصوصا في النقل المدرسي والدعم الاجتماعي، علما أن ميزانية الوزارة، التي تتجاوز 60 مليار سنتيم، لا بأس بها وغير كافية. يرى عدد من المتتبعين أن البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين لم يحقق الأهداف المنتظرة، إلى أي حد يمكن أن نعتبر ذلك صحيحا؟ إصدار حكم من هذا القبيل فيه، بكل صدق، ما هو صحيح وفيه شيء آخر أعتبره إجحافا في حق ما تحقق في البرنامج الاستعجالي، الذي تضمن 25 مشروعا. فالبرنامج الاستعجالي فيه مشاريع حققت نجاحات بنسبة 50 في المائة، ومشاريع لم تنجح، إذا قلنا إن البرنامج الاستعجالي فشل، فهذا غير صحيح، لأن هناك إحداث مجموعة من المؤسسات التعليمية في ظرف ثلاث سنوات، واليوم يوجد في جهة مراكش تانسيفت الحوز 41 مشروع مؤسسة تعليمية في طور الإنجاز، وهي نتاج البرنامج الاستعجالي، والكل يتحدث عن الاعتمادات التي خصصت للبرنامج الاستعجالي، وجميع الاعتمادات التي كانت مبرمجة في البنايات والتجهيز والدعم الاجتماعي وصلت إلى مؤسساتها، والأموال التي لم تصرف بقيت في خزينة الدولة، وفعلا، هناك مشاريع لم تحقق ما كان منتظرا منها. إذن، كيف تنظر إلى مستقبل المنظومة التربوية بجهة مراكش؟ هناك أشياء كثيرة تحققت في هذه الجهة، على غرار باقي الجهات، ومخطئون من يقولون إن كل شيء على ما يرام، وما ينتظرنا جميعا أكبر بكثير من كل ما تحقق، وبالتالي، فإننا نسعى إلى تحقيق المزيد، حتى نكون عند مستوى تطلعات المهتمين بالشأن التربوي.