وجدت لطيفة العابدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي نفسها وسط نارَي الاحتجاجات النقابية أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش والانتقادات اللاذعة التي وجهها ممثلو أطر التعليم للوزارة الوصية داخل قاعة الاجتماعات للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. واضطرت الوزيرة، أول أمس الأربعاء، إلى مقاطعة عدد من المتدخلين لتنبيههم إلى ضرورة الالتزام بمناقشة البرنامج الاستعجالي للتعليم في جهة مراكش -تانسيفت -الحوز، بدل التحدث ب» لهجة نقابية»، لأن المطالب النقابية مكانها هو «الحوار الاجتماعي مع النقابات في العاصمة الرباط»، تضيف العابدة. ولم يعجب هذا الأمر ممثلي كل من أساتذة ومفتشي التعليم الثانوي والتعليم الثانوي التأهيلي، والأطر الإدارية، وممثل مفتشي التعليم الابتدائي، الذي رد على تنبيه الوزيرة له بالحديث في موضوع البرنامج الاستعجالي بالتأكيد على أن مناقشة المشاكل التي يتخبط فيه المفتشون هو من صميم الحديث في الموضوع.. وعندما ألحّت عليه الوزيرة، أجابها قائلا: «أسحب كلامي وأعتبره منعا»، لينسحب بعد أن ردت عليه العابدة بالقول: «اللي بغيتي»... وبينما كان ممثلو الأطر التعليمية «يتواجهون» مع كاتبة الدولة داخل القاعة المكيفة، كان على بُعد أمتار منها عشرات النقابيين في الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل في المغرب، يحتجون على تدبير الوزارة الوصية لقطاع التعليم، ويرفعون تحت الشمس الحارقة شعارات تندد بمجموعة من «الخروقات والتجاوزات» التي تطبع تسيير المنظومة التعليمية. وأرجع ادريس المغلشي، عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي التعليم في تصريح ل»المساء»، تزامُنَ هذا الاحتجاج مع مجيء الوزيرة، إلى «محاولة النقابة إسماعَ صوتها الاحتجاجي للوزيرة، وإيصال رفضها طريقةَ تسيير مدير الأكاديمية القطاعَ التعليميَّ في الجهة». وكان أعضاء المجلس الإداري قد استمعوا إلى ستة عروض تقدم بها المنسق العام للجان ومنسقو لجنة التخطيط الاستراتيجي ولجنة الحكامة والمالية ولجنة الموارد البشرية واللجنة البيداغوجية، ليختمها مدير الأكاديمية الجهوية بتقرير مركَّب حول البرنامج الاستعجالي لجهة مراكش -تانسيفت -الحوز لمرحلة 2010 -2012، وقف من خلاله على حالة التعليم في الجهة. في السياق ذاته، رصدت مجموعة من العروض عددا من «الاختلالات العميقة» التي تطبع سير العملية التعليمية في الجهة، بعد السنة الثانية من تطبيق البرنامج الاستعجالي. فالجهة ما تزال تضم 93 قسما مشتركا من المستوى الأول إلى السادس، بمجموع 5021 تلميذا، وتخصص الأكاديمية مستشارا تربويا واحدا لكل 4000 تلميذ، ويبلغ معدل التلاميذ بفي حجرة الدراسة في المجال الحضري 42 تلميذا بفي التعليم الابتدائي، كمؤشر على الاكتظاظ الذي تعاني منه المؤسسات التعليمية الحضرية، ويصل خصاص الأطر التعليمية في هذا التعليم إلى 1000 أستاذ كل سنة لإنهاء مشكل الضم الذي تعمد إليه النيابات التعليمية. وبالموازاة مع ذلك، أبرمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين اتفاقية شراكة مع نادي الصحافة بفي مراكش، من أجل التعاون والانفتاح سويا على عدد من المجالات التي ما زال الطرفان يتطلعان إلى الانفتاح عليها.