تعقد الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية، المؤتمر السابع للمناعة الذاتية والجهازية، لمناقشة خطر الإصابة بمهاجمة جهاز المناعة لعناصره المكونة من أعضاء وخلايا وجزيئات. وتتعدد أمراض المناعة الذاتية والجهازية المكتشفة في المغرب، إلى أكثر من 100 نوع ضمن الأمراض النادرة، تصيب حوالي 8 في المائة من المغاربة، أغلبهم من النساء، اللواتي يشكلن 80 في المائة من المصابين، وفقا لتقديرات الاختصاصيين، في ظل افتقار المغرب لسجل وطني، يضبط عدد الإصابات بالداء وستركز أشغال اللقاء العلمي، الذي ستحتضنه مدينة الدارالبيضاء، السبت المقبل، على دراسة نوعين من الأمراض المناعية، الوذمة الوعائية والهيموغلوبين الليلي الانتيابي، تبعا لتسببهما في مشاكل صحية في المغرب، "ناتجة عن صعوبة ولوج المرضى إلى التشخيص المبكر، لجهل شريحة عريضة من الأطباء بأعراضها، التي تظل من بين 8 آلاف مرض نادر عبر العالم، وفقا لما تحدثت عنه الدكتورة خديجة موسيار، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، في تصريح ل"الصحراء المغربية". كما يسلط المؤتمر العلمي الضوء على جديد علاجات داء "الروماتوييد"، وعرض جديد التقنيات العلاجية، ومنها التشخيص والعلاج البيولوجي لأمراض المناعة الذاتية ومكونات الدم، إلى جانب تسليط الضوء على كيفية تورط الجهاز المناعي في نشأة أمراض أكثر شيوعا، مثل الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي، تضيف موسيار. وذكرت موسيار أن مرض الوذمة الوعائية والهيموغلوبين الليلي الانتيابي، يندرجان ضمن الأمراض المناعية التي تهدد حياة المصابين، نظرا لشدتهما، وصعوبات الولوج إلى بعض علاجاتهما الفعالة، بسبب عدم توفرها في الصيدليات المغربية. وتعتبر الوذمة الوعائية، من الأمراض النادرة التي تتسبب في نوبات تورم الأوعية الدموية، تؤدي إلى انتفاخ ملحوظ خاصة على صعيد الوجه والفم أو على مستوى القصبات الهوائية. كما يمكن ظهور الورم في أي جزء من الجسم، خاصة في البطن مؤديا إلى آلام متكررة في البطن، تشرح موسيار. كما يناقش الخبراء المشاركون في اللقاء، مرض الهيموغلوبين الليلي الانتيابي، باعتباره أحد الأمراض الجينية النادرة التي تصيب 1 من كل 100 نسمة، خلال السنة، وفقا للتقديرات العالمية، له تداعيات على الجسم، خصوصا الجهاز المناعي التكميلي. ويتمثل المرض في تدميره لخلايا الدم الحمراء، يتمظهر من خلال تغير لون البول إلى اللون الأحمر، خصوصا في الصباح، كما يتسبب في تخثر الدم على صعيد الأوعية، عند 30 إلى 40 في المائة من المرضى، الأمر الذي يرفع احتمالات التأثير على وظيفة الكلي أو على الأمعاء.