أفادت خديجة موسيار، رئيسية الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، في تصريح ل"المغربية"، أن من بين هذه الأمراض يوجد داء بهجت وداء الحمى المتوسطية العائلية، إذ يمس بهجت واحدا أو اثنين ضمن ألف آخرين، قياسا على ما هو عليه الأمر في تركيا، حيث ينتشر الداء بشكل كبير. يأتي ذلك موازاة مع غياب إحصاءات وطنية حول هذه الأمراض، بسبب غياب سجل وطني يحدد عدد الإصابات السنوية. وذكرت موسيار أنه بالنظر إلى هذه الوضعية، اختتمت فعاليات المؤتمر بإصدار مجموعة من التوصيات، دعت إلى تكثيف الجهود بين مختلف المتدخلين في كشف وعلاج أمراض المناعة الذاتية، بتوقيع اتفاقية مع أطباء البيولوجيا والأطباء السريرين، لتيسير التشخيص المبكر لهذه الأمراض. تضاف إلى ذلك توصية بالرفع من عدد اللقاءات والاجتماعات العلمية حول هذه الأمراض، ودعوة الأطباء للمشاركة فيها، مع التشجيع على إنشاء جمعيات لمرضى المناعة الذاتية، للتعريف بأمراض بها، والمساهمة في الحد من آثارها السلبية. وأوضحت موسيار أن داء بهجت من بين أمراض المناعة الذاتية، ويتمظهر على شكل تقرحات بالفم، إلا أن أثره الصحي يصل مداه إلى أعضاء حيوية، منها ظهور التهابات في العين، قد يقع الخلط بينها وبين التهابات العين الأخرى، وإصابة الجهاز العصبي المركزي والرئة والقلب والكبد، بسبب انسداد في الأوعية الدموية. وأبرزت موسيار أن أعراض داء بهجت عبارة عن تقرح في الفم والأعضاء التناسلية، مع احتمال كبير لحدوث التهاب في العيون والجهاز العصبي المركزي، أما الحمى المتوسطية العائلية، فتتمظهر في حمى متكررة. وتتمثل خطورة عدم الكشف عن أمراض المناعة الذاتية في أن بعض الأطباء غير الاختصاصيين يخلطون بين أعراضها وأعراض أمراض أخرى، ما يحول مسار الكشف والعلاج في الاتجاه غير الصحيح، ولا يخدم مصلحة المريض، كما هو الأمر بالنسبة إلى تشخيص مرض الحمى المتوسطية العائلية. وذكرت موسيار أن أمراض المناعة الذاتية تنتج عن خلل في الجهاز المناعي، الذي يهاجم مكونات الجسم السليمة والمتمثلة في أكثر من مائة مرض مزمن، وأحيانا يكون خطيرا، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب الفقار اللاصق، والنوع الأول من مرض السكري، والتصلب المتعدد، والوهن العضلي، ومرض الذئبة، والصدفية. وهناك أيضا معظم أمراض الغدة الدرقية، وجزء كبير من أمراض الكبد، والعضلات، وأمراض مكونات الدم والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، حسب الطبيبة موسيار.