عقدت الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية و الجهازية يوم السبت الماضي ، مؤتمرها الرابع للمناعة الذاتية والمنظم تحت شعار : الالتهاب و أمراض المناعة الذاتية والجهازية. ويذكر ، أن أمراض المناعة الذاتية هي مجموعة من الأمراض حيث الجهاز المناعي يرتكب جملة من الأخطاء ويهاجم مكونات الجسم السليمة كأنها أجسام غريبة ؛ و هذا النوع من الأمراض يتعدى المائة، و هو السبب الثالث للأمراض بعد السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويصيب ما بين 7إلى 10في المائة من المغاربة ، 80في المائة منهم نساء. فحدوث الالتهاب في الجسم ليس دائما بالحدث السلبي و الضار، بل على عكس دالك، أد أن الالتهاب يشكل خط الدفاع الأولي ضد الهجمات الخارجية التي يتلقاها الجسم من محيطه و المتشكلة في الضربات التعفنية، أو الناتجة عن المواد الكميائية أو عن تطور الأورام السرطانية. وتنتج عن عملية الالتهاب هذه احمرار وتورم في موقع الالتهاب مع تغيرات بيولوجية في مختلف البروتينات الالتهابية، التي تدفع إلى تسارع معدل الترسيب (الرمز بواسطة VS)، وزيادة في بروتين سي التفاعلي (CRP) وتغيير في البروتين الكهربائي (EPP). وركز هذا الملتقى الدراسي على مشكلة الالتهاب وعلى فحص مرضين من نوع خاص بحيث أن المغرب يوجد في المجال الضيق للبلدان المعنية بهما و هما مرض بهجت و الحمى المتوسطية العائلية ، و دالك في الواقع على الرغم من ندرتهما النسبية، لكنهما في نظر المختصين ، يستحقان المزيد من المعرفة و الاعتراف بهما ، لأن ذلك يشكل مشكلة حقيقية في مجال الصحة العامة. وبخصوص مرض بهجت، فهو بمثابة التهاب في جدار الوعاء الدموي، و يتميز بنوبات متكررة لتقرحات على مستوى الفم والأعضاء التناسلية ؛ يتواجد المرض على صعيد العالم برمته، لكنه بتواجد بالأخص في البلدان المتواجدة في ما يسمى بطريق الحرير السابقة، وأن شدة المرض و خطورته تكمن في إمكانية حدوث التهاب في العين ، والذي يمكن أن يؤدي إلى العمى، أو في الجهاز العصبي مما يؤدي إلى الإعاقة. وبالإضافة إلى ذلك، فمرض بهجت يعانى من عدم وجود معيار بيولوجي دقيق يتبث و جود المرض ، و بدالك يستند التشخيص فقط على الأعراض التي يبلغ عنها المرضى والعلامات التي يلاحظها الأطباء . أما بالنسبة للحمى المتوسطية العائلية ، فهي تسبب حمى والتهابا بدون و جود تعفن أو عدوى ما مع مصاحبتها تواتر الأساسية للفضول والانحدار العفوي غدرا ، بآلام مبرحة في البطن شبه جراحية، مع المخاطرة بنشوء قصور كلوي ناتج عن تسرب منتجات الودائع الالتهاب ، ويسمى بالداء النشواني ، ويصيب هدا المرض بالخصوص الأتراك والأرمن والعرب و اليهود غير الاشكناز. كما تم خلال الملتقى ، دراسة ظواهر التهابات المناعة الذاتية، و التي تتضمن التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب الأوعية الدموية والأمعاء وفقر الدم بسبب استهلاك الحديد الالتهابي ، كما تم تسليط الضوء على الأدوية البيولوجية الحديثة المبتكرة في علاج الالتهاب و التي تستهدف على وجه التحديد الجزيئات التي هي في صميم الالتهاب .