خلصت دراسة ميدانية محلية، أنجزتها "جمعية مرضى ومعاقي داء بهجت"، على عينة من 202 حالة، إلى اكتشاف إصابة 58.42 في المائة من الإناث، و41.58 في المائة من الذكور، بداء بهجت. واستفادت هذه الحالات 202 من الأيام الوطنية الثانية المفتوحة للتشخيص والتحسيس حول الداء، التي احتضنها مستشفى مولاي يوسف في الدارالبيضاء، في ماي الماضي. وقال مصطفى مقدم، رئيس جمعية مرضى ومعاقي داء بهجت، ل"المغربية"، إن النتائج الأولية للدراسة كشفت أن تمظهرات المرض تختلف من شخص إلى آخر، إلا أن 78.7 في المائة من الحالات تحمل أعراض تقرحات فموية، و66.6 في المائة يحملون تقرحات بالجهاز التناسلي، و37 في المائة يشكون التهابات في العين، و10.6 في المائة مصابون بالعمى بسبب المرض. أما حالات الإصابة بداء بهجت المصحوبة بالروماتيزم، فبلغت، وسط العينة التي شملتها الدراسة، 23.1 في المائة، و12.87 في المائة أصابهم الداء في الجهاز الهضمي. ويصل متوسط العمر لمرضى بهجت إلى 45 سنة، إذ ينتشر بنسبة 43.6 في المائة وسط الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 41 و55 سنة، وبنسبة 30.6 في المائة وسط الفئات الشابة (18 و40 سنة). وأوضح مقدم أن الدراسة، المنجزة بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الصحة في الدارالبيضاء أنفا ومستشفى مولاي يوسف، بينت إصابة 28 حالة من خارج تراب جهة الدارالبيضاء، واكتشاف حالتين لمغاربة مقيمين بالخارج، قادمين من إسبانيا وإيطاليا. ووفق نتائج الدراسة، فإن جهة الدارالبيضاء الكبرى تأتي في مقدمة احتضان الحالات المكتشفة، بنسبة 87 في المائة، وبنسبة 3.5 في جهة دكالة عبدة، و1 في المائة في جهة الرباط، و1.5 في المائة في جهة مراكش تانسيفت الحوز، بينما لا تتعدى نسبة الإصابة في باقي الجهات عتبة 0.5 في المائة. وشكلت الحالات العائلية للإصابة نقطة لفتت انتباه المشرفين على الحملة، إذ أن 11.88 في المائة من مجموع المرضى لديهم شخص أو أكثر مصاب بداء بهجت في سلسلة العمومة أو البنوة، أو هما معا. ويقدر بعض الأطباء عدد المصابين بداء بهجت في المغرب بعشرة آلاف مصاب، 6 آلاف منهم يتابعون علاجهم في مستشفيات الدار البيضاء، ويتوفرون على ملفات طبية لدى إدارتها. ويعاني كثير من المصابين، سيما المتحدرون من مناطق بعيدة عن الدارالبيضاء والرباط، مشكلة التنقل لتلقي العلاج والاستشفاء، الذي تفرضه درجة وتطور المرض. ويؤكد الأخصائيون أن الكشف عن الإصابة بداء بهجت لا يتعدى خضوع الشخص لفحص سريري، يعتمد خلاله الطبيب على الأعراض لدى الشخص، وعلى تجربته، ذلك أن الكشف عن المرض لا يتطلب تحاليل طبية أو مخبرية. ومن أبرز أعراض المرض، تكرار إصابة الشخص بتقرحات في الغشاء المخاطي للفم وعلى اللسان والشفتين، تظهر لفترات غير متباعدة، وتزيد عن ثلاث مرات في السنة. ومن العوامل المساعدة على التأكد من الإصابة، ظهور التقرحات المذكورة في الجهاز التناسلي، سيما عند الرجال، باعتبارهم الفئة الأكثر إصابة بداء بهجت. وتنتج التقرحات عن حصول التهاب في الأوعية الدموية، قد تكون مصحوبة بإصابات في العين، أو المفاصل، أو الجلد، أو الجهاز الهضمي، أو التنفسي. وتعد التهابات قزحية العين أخطر أعراض المرض، الذي يتطور مع مرور الوقت إلى مرض مزمن، يسبب ألما ويشوش على النظر، فيظهر احمرار واضح على العيون، يهدد المصاب بفقدان البصر. كما تتجلى خطورة المرض عند إصابة الجهاز العصبي المركزي، إذ ينتج عن المرض الإصابة بشلل نصفي أو كلي. ويحمل المرض اسم مكتشفه، الطبيب التركي بهجت، الذي شخصه سنة 1937، وظهر في الصين القديمة، في القرن الثاني قبل الميلاد، وكان يسمى مرض طريق الحرير والتوابل، وبعد ذلك، مرض حوض الأبيض المتوسط، لتمركزه في المنطقة.